مع البقاء في فترة عزلة فعلية بالمنزل، فإن ارتداء الملابس الرسمية يبدو وكأنه ذكرى بعيدة، حيث تم استبدالها بملابس رياضية أوملابس نوم، أثناء العمل من المنزل، لكن هذا لايعني أنه يجب عليك التخلي عنها تمامًا، فهي قد تدعم صحتك العقلية.
وشرح عالمة نفس الأزياء شكاليا فوربس بيل لصحيفة "بلفاست تليجراف" ذلك قائلة: "على الرغم من إغراء البقاء في ملابس النوم الخاصة بك طوال اليوم، وفقًا لنظرية الإدراك المغلق، إلا أنه من المهم أن ترتدي ملابسك في الصباح للحصول على أقصى استفادة من يومك".
وأضافت: "تعني هذه النظرية بشكل أساسي أننا نجسد المعاني التي نربطها بملابسنا، على سبيل المثال، هل تشعر بأنك أكثر نشاطًا وجاهزًا لممارسة التمارين الرياضية إذا ارتديت زوجًا من أحذية التدريب أو إذا كنت ترتدي حذاءً رسميًا؟ وهذا الكلام نفس ينطبق على ملابسك اليومية؛ فمن المرجح أن تشعر بالإنتاجية والاستعداد للتعامل مع اليوم التالي إذا كنت ترتدي زيًا نظيفًا ورسميًا، مما لو كنت تقيم في ملابس نومك طوال اليوم".
وتابعت قائلة: "بنفس الطريقة التي نربط بها الملابس العصرية أو الرسمية بالعمل والإنتاجية، هي نفس الطريقة التي نربط بها البيجاما بالاسترخاء والنوم، مضيفة أن البقاء في ملابس النوم طوال اليوم يمكن أن يدفعك إلى حالة من الخمول الدائم ، وقد أظهرت الدراسات أن نقص التحفيز يؤثر سلبًا على صحتك العقلية".
وأشارت إلى أن الوباء قد أحدث تغييرات كثيرة في طريقة عملنا، وبالنسبة للكثير منا، فهذا يعني التحول إلى العمل من المنزل، وبالنسبة للآخرين فهذا يعني انخفاض عبء العمل أو وضعه في إجازة، لكن حتى إذا كنتِ لا تعملين في الوقت الحالي، سيساعدكِ ارتداء هذه الملابس على إبقائك في حالة ذهنية إيجابية - وهو أمر يسهل إهماله أثناء الوباء، كما ستكونين أكثر استعدادًا للانخراط في هوايات أو أنشطة تحفز عقلك.
لكن من ناحية أخرى اعترفت بيل بأن إحدى فوائد البقاء في المنزل هي أنه تم منحنا الفرصة للارتداء بشكل أكثر راحة، مضيفة أنه قد ثبت أن الملابس المريحة - مثل ملابس ليكرا والملابس الرياضية - تؤثر بشكل إيجابي على قدرتنا على التركيز ومعالجة المعلومات، بينما تزيد الملابس غير المريحة من احتمالية تشتيتنا.
وأشارت إلى أنه في حين أن هذا بالتأكيد مكافأة - بالإضافة إلى أنها تساعد على أن غسل ملابس النوم والليكرا أسهل كثيرًا من غسل ملابس الخروج، إلا أنه من المهم أن نتذكر أن الراحة لا تبدأ وينتهي في ملابس النوم.
وقالت أيضًا على الرغم من أنك قد تعملين من المنزل، إلا أن معظمنا لا يزال متصلاً بمكتبه من خلال محادثات الفيديو ومكالمات Zoom، ومع وضع هذا في الاعتبار، فإن ارتداء ملابس رسمية من حين لآخر أمر مشجع أيضًا، فمن المرجح أنك تقدمين نفسك بطريقة أكثر احترافية إذا كنت ترتدين ملابس أكثر رسمية.
وذكرت شكاليا فوربس بيل إن العيش في هذا الوباء سيغير أشياء كثيرة في حياتنا بشكل دائم، إذ تعتقد أن مواقفنا تجاه الموضة ستتغير عندما تتوقف فترة الإغلاق الحالية، قائلة: "سنولي جميعًا اهتمامًا أكبر بالملابس التي نمتلكها وكيف نتسوق؛ فقد كنا نرتدي ملابس أقل أثناء العزلة، مما يعني أنه يمكننا البدء في إلقاء نظرة على خزائننا والتساؤل عن سبب امتلاكنا للعديد من العناصر، وإذا كانت تناسبنا بالفعل، وإذا كنا نحبها حقًا".
واختتمت، بالطبع، عندما يُعاد فتح المتاجر ويسمح لنا أخيرًا بالخروج قد تكون هناك فترة من "شراء الانتقام" لجميع الملابس التي لم نتمكن من شرائها أثناء فترة الإغلاق، ولكن من غير المحتمل أن يستمر هذا طويلًا.
وبدلاً من ذلك، تتوقع عالمة النفس نهجًا أكثر انعكاسًا للأزياء، قائلة: "سوف ننتقل إلى أسلوب حياة أكثر بساطة، حيث نشتري ونرتدي فقط الملابس التي نرتبط بها بشدة.
