قد تكون أجهزة الاستشعار التي تراقب حالة المريض أثناء وبعد الإجراءات الطبية باهظة الثمن وغير مريحة بل وخطيرة. الآن، صمم فريق دولي من الباحثين جهاز استشعار مرن شديد الحساسية يمكن زرعه في الجسم، وبعد أن لم تعد هناك حاجة إليه، يتحلل بشكل آمن إلى مواد يمتصها الجسم.
وفي الدراسة، أفاد الباحثون أنهم صمموا مستشعرًا مرنًا وقابل للزرع يمكنه مراقبة الأشكال المختلفة من أكسيد النيتريك (NO) وثاني أكسيد النيتروجين (NO2) في الجسم، حيث تعد مراقبة هذه الأنواع من الغازات أمرًا مهمًا لأنها يمكن أن تلعب دورًا مفيدًا أو ضارًا في بعض الأحيان في صحة الإنسان.
وأضاف الفريق الباحث، الذي نشر النتائج التي توصلوا إليها في مجلة " NPG Asia Materials"، جاءت فكرة تصميم المستشعر من خلال مواد ليست قابلة للزرع ومرنة وقابلة للتمدد فحسب، بل قابلة للتحلل أيضًا. حيث أن الأجهزة الحالية المستخدمة خارج الجسم لمراقبة مستويات الغاز، ضخمة ومن المحتمل ألا تكون دقيقة مثل الجهاز القابل للزرع. ومع ذلك، يجب إزالة الأجهزة القابلة للزرع، مما قد يعني إجراء عملية أخرى. ولهذا ابتكر الباحثون مستشعراً قابل للتحلل بشكل آمن لا يحتاج إلى إزالته.
وفقًا للباحثين، فإن جميع المكونات قابلة للتحلل في الماء أو في سوائل الجسم، لكنها تظل تعمل بما يكفي لالتقاط المعلومات حول مستويات الغاز. في هذه الحالة، صنع الباحثون موصلات الجهاز، العناصر التي توصل الكهرباء من المغنيسيوم، وبالنسبة للمواد الوظيفية، استخدموا السيليكون، وهو أيضًا شديد الحساسية لأكسيد النيتريك.
كما يمكن للجسم امتصاص جميع المواد المستخدمة في الجهاز بأمان. ومن المزايا الإضافية للتصميم أن المواد تذوب بوتيرة بطيئة بدرجة كافية تسمح لأجهزة الاستشعار بالعمل في الجسم أثناء فترة تعافي المريض.
وفقًا للباحثين، تم اختبار المستشعر في ظروف رطبة ومحاليل مائية لإثبات أنه يمكن أن يعمل بثبات في ظروف الجسم القاسية.