قال خبير طبي من المستشفى الأمريكي المرموق، كليفلاند كلينك، إن بوسع أكثر من 50 مليون شخص مصاب بالصرع في جميع أنحاء العالم السيطرة على نوباته بفضل التشخيص المبكر والعلاج باستخدام العقاقير المضادة للنوبات.
وجاءت تصريحات الدكتور عماد نجم، مدير مركز شور للصرع في كليفلاند كلينك، عشيّة الاحتفال باليوم العالمي للصرع، الموافق للثامن من فبراير من كل عام، والتي أكّد فيها أن على الأسر إدراك إمكانية علاج الصرع بنجاح بهدف السيطرة الكاملة على النوبات، لافتًا إلى أن النوبات غير المنضبطة (ولا سيما النوبات التشنجية) قد تزيد بمقدار 15 مرة من خطر الموت المفاجئ غير القابل للتفسير، وأن التحكم الكامل في النوبات يمنع الوفاة المبكرة، ويمكن أن يحسن الصحة العقلية عن طريق الحدّ من حالات الاكتئاب والقلق المرتبطة كثيرًا بالمرض، على حدّ تأكيده.
ويُعدّ الصرع أحد أكثر الأمراض العصبية شيوعًا في العالم، حيث يبلغ عدد المصابين بنوبات صرع متكررة حوالي 50 مليون شخص، وفقًا لمنظمة الصحة العالمية. وتنجم نوبات الصرع، التي يمكن أن تكون قصيرة وتتراوح مدتها بين دقيقة ودقيقتين، عن إفرازات كهربائية غير طبيعية أو مفرطة من خلايا الدماغ.
لكن أحد أكبر التحدّيات يتمثل في جهل العديد من المصابين بالصرع إصابتهم به، وفقًا للدكتور نجم، الذي قال إن العديد من الأشخاص المصابين بالصرع لا يعانون من تشنجات، بالرغم من أن النوبات تشكّل أحد أكثر أعراض الصرع شيوعًا. وأضاف: "علمنا خلال حديثنا مع الأسر، أن بعض الأطفال شُخّصوا خطأ باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه بينما هم يعانون ما يُعرف نوبات الصرع النفسية، مثل التحديق في الفراغ أو إظهار حركات مضغ غير منضبطة أو صفعٍ للشفاه".
وأكد الخبير الطبي أن تشخيص الصرع يمكن أن يكون سريعًا وسهلًا من خلال الخضوع لاختبار التخطيط الكهربائي للدماغ، الذي يسجل النشاط الكهربائي للدماغ، ويمكن تقييم السبب المحتمل للمرض من خلال الاختبارات الجينية أو التصوير بالرنين المغناطيسي أو كليهما معًا.
ويمكن للعقاقير المضادة للتشنّجات أن تؤدي إلى السيطرة على النوبات لمدة طويلة في حوالي 70 بالمئة من مرضى الصرع، أما في النسبة المتبقية من المرضى، أي الثلاثين بالمئة، فأشار الدكتور نجم إلى إمكانية مساعدتها على تحسين القدرة على السيطرة على الصرع عبر طرق عدّة تشمل الجراحة وتحفيز العصب المبهم والتحفيز الدماغي وتعديل النظام الغذائي، محذّرًا من أن إبقاء المرض من دون علاج يمكن أن يؤدي بالمصابين الذين يعانون نوباته أن يسقطوا أو يغرقوا أو يصابون بحروق عرَضية، وكلها يمكن أن تسبب الوفاة.
وأدّت الأبحاث الطبية الحديثة إلى إطلاق موجة جديدة من علاجات الصرع الناشئة والمستقبلية، التي تشمل العلاجات القائمة على الجينات، وعمليات الاستئصال الأشدّ تركيزًا والأقل توغلًا، كالاستئصال الحراري والجراحة بالليزر والموجات فوق الصوتية المركزة عالية الكثافة.
ومن الوارد أن يبدأ الصرع في أي سنّ، ولكنه يظلّ أكثر انتشارًا في هذه الفئتين: فئة العقدين الأولين من العمر، وفئة ما فوق 65 عامًا. قد يكون الصرع عند الأطفال ناجمًا عن نمو غير طبيعي للدماغ أو أورام خلقية منخفضة الدرجة أو طفرات جينية، أما كبار السن فهُم أكثر عرضة للإصابة بالصرع الناجم عن إصابات الرأس أو الالتهابات أو السكتة الدماغية أو نزيف المخ أو الأورام عالية الدرجة.