فترة الطفولة تعتبر من أكثر الفترات التي ينعم فيها الطفل بالحركة والنشاط واللعب خارج المنزل لعدة ساعات، ولكن مع تجاوز فترة الطفولة وبلوغ فترة المراهقة نجد أن الأمر يتغير بشدة يوم بعد يوم، حيث يقضي معظم الأطفال في هذه الأيام أوقاتهم أمام شاشات الأجهزة وتناول الوجبات، وهذا له تأثير شديد على الصحة البدنية وأيضاً الصحة العقلية.
فقد أظهرت دراسة جديدة أن الجلوس لفترات طويلة في فترة المراهقة يزيد من خطر الاكتئاب في الحياة بعد ذلك، حيث وجدت أبحاث "كلية لندن الجامعية" في بريطانيا، أن هناك ارتباط مباشر بين كثرة الجلوس وبين اصابة الشباب بالاكتئاب.
وجد الباحثون أيضاً أن الذين يبلغون سن المراهقة ويقضون على الأقل ساعة يومياً في أنشطة مختلفة مثل المشي أو الذهاب لشراء بعض الاشياء أقل عرضة للاكتئاب فيما بعد.
ووفقاً لما نٌشر في مجلة "مسكيرا"، درس الباحثون 4257 مراهق يرتدون أجهزة لقياس التسارع ليتم تعقب حركتهم لمدة 10 ساعات على الأقل على مدار 3 أيام. كان هذا الاستطلاع قد أجري على هؤلاء الاطفال وهم في سن 12، ثم بعد ذلك أجري مرة اخرى وهم في سن 14، ومرة اخرى وهم في سن 16، وقد ساعدت هذه الأجهزة الباحثون على تحديد ما إذا كان الأطفال يميلون إلى الجلوس بكثرة أو يؤدون التمارين البدنية.
وعقب إجراء استبيان على الأطفال لرصد أعراض الاكتئاب، قال الدكتور "أرون كاندولا"، مؤلف الدراسة، إن الأطفال الذين لا يقومون بحركات بدنية لفترات طويلة في اليوم خلال فترة المراهقة سيواجهون مخاطر الاكتئاب في الحياة، وأضاف أنه ليس من الضروري إجراء تمارين شديدة لتحسين الصحة العقلية، بل يكون أي نشاط بدني مع تقليل من فترة الجلوس مفيدا للغاية ويعمل على تعزيز الصحة الجسدية والعقلية.
وأوضح: "يجب علينا أن نشجع الناس من مختلف الأعمار على الحركة والنشاط وتقليل الجلوس فكلاهما مفيد للصحة العقلية، ويجب أن نغير الفكرة الخاطئة لدى البعض بأن الجلوس والراحة بدون حركة يزيد في العمر، بل على العكس فإن هذا يؤثر على الصحة العقلية".