بيان صحفي
بقلم سينثيا بو خليل، استشارية التغذية ومديرة التميّز السريري لدى شركة Allurion
لطالما سمعنا بأن الإفراط في أي شيء يضرنا؛ ولا شك أن ذلك ينطبق على مختلف نشاطاتنا اليومية، من نوم وعمل وطعام وصولاً إلى مشاهدة التلفزيون. وشكلت التغييرات الجذرية في عالم التلفزيون أرضاً خصبةً لانتشار ظاهرة الإفراط في المشاهدة، مع بروز التقنيات الحديثة وخدمات البث المستمر، التي تشمل شبكات نتفليكس و أمازون برايم فيديو وOSN وغيرها .
وعلى الرغم من السعادة التي قد تغمر عشاق التلفزيون أثناء مشاهدتهم لبرامجهم المفضلة، إلا أن ساعات الجلوس الطويلة أمام الشاشات تشكّل مصدر قلق للعديد من أخصائيي الرعاية الصحية، ومن ضمنهم أنا؛ حيث تستنزف هذه العادة الوقت الذي يمكن استغلاله في ممارسة نشاطات أفضل، مثل الرياضة أو النوم أو التواصل مع الأصدقاء واتباع عادات التغذية السليمة، مثل تناول الطعام على المائدة بدلاً من الأريكة مثلاً.
ويشير استبيان أُجري عام 2014 إلى وجود أكبر عدد من مشاهدي التلفزيون في العالم في دولة الإمارات؛ حيث تصل نسبة متابعي البرامج التلفزيونية يومياً لمرة واحدة على الأقل 86% من السكان، مما يشكل إنذاراً هاماً لدولة يعاني 34.5% من سكانها من السمنة و70.6% من زيادة الوزن .
وثبت أن الإفراط في مشاهدة التلفزيون قد تصل حد الإدمان أحياناً بسبب الشعور بالسعادة الذي تمنحه هذه العادة؛ فعندما يمارس الشخص أحد نشاطاته المحببة، يطلق الدماغ هرمون الدوبامين المسؤول عن تعزيز مشاعر السعادة والحماس؛ وهو ما يؤدي إلى شعور مشابه للأحاسيس التي تنتج عن تعاطي مختلف أنواع المخدرات والأدوية. لكن المشكلة لا تكمن بذلك الشعور، وإنما بفقدان الانضباط الذي قد يؤدي لمجموعة كبيرة من المشاكل الصحية؛ باختصار يمكن القول إن الإفراط في أي شيء قد يؤدي إلى عواقب بالغة الخطورة.
ولا تقتصر أضرار الإفراط في المشاهدة على تأثيرها على أنماط النوم وصحة العينين والحياة الاجتماعية والصحة النفسية وقوام الجسم فقط؛ بل تمتد لتشمل العادات الغذائية أيضاً، حيث قد تؤدي إلى الإفراط بتناول الطعام بشكل لا إرادي. ويترافق نمط الحياة الخامل مع العادات والخيارات الغذائية السيئة، فعندما نتناول أطعمة محددة، لا سيما تلك الغنية بالكربوهيدرات، يبدأ الدماغ بإفراز الدوبامين.
ويمثّل ذلك مشكلة أخرى؛ إذ يمثل الإقلاع عن عادة سيئة وحيدة، كالمشاهدة المستمرة، تحدياً صعباً بحد ذاته، ولكن عندما يطلق الدماغ الدوبامين استجابةً لمنبهين مختلفين يصبح ذلك التحدي مضاعفاً. كما أنه من الضروري أن نذكر بأن الإفراط في تناول الطعام يمكن أن يؤدي إلى أمراض استقلابية خطيرة، تشمل داء السكري والسمنة والاضطرابات القلبية وغيرها الكثير.
ومن الواضح أن تقليل عدد الساعات التي نقضيها أمام الشاشات هي الطريقة الأمثل لمواجهة الإفراط في تناول الطعام المعتمد على المشاهدة المستمرة للتلفزيون. ولكن لا تقتصر العلاقة بين هاتين الحالتين على ما سبق فحسب؛ حيث اكتشفت خلال عملي كأخصائية تغذية أن أصل عادات التغذية السيئة يعود إلى فقدان الانضباط عند تناول الطعام، ولا سيما أثناء متابعة البرامج التلفزيونية، إذ يتحول استهلاك الطعام من وسيلة للتغذية والتغلب على الجوع إلى استجابة تلقائية ناتجة عن الانشغال بالبرامج والعروض التي نشاهدها.
إلا أن حل هذه المشكلة ليس بذات القدر من السهولة بالنسبة للجميع؛ حيث يعاني بعض الأشخاص من جوع مستمر حتى بعد تناول الطعام بفترة قصيرة جداً، على الرغم من التخلي عن العادات السيئة المرتبطة بالمشاهدة المستمرة.
وبالتالي تدفعنا تلك المعطيات للتساؤل عن الحل المناسب للرغبة المستمرة بتناول الطعام؛ ففي الواقع، رغم عدم وجود حل سحري، إلا أنني أعتمد على البرامج الفعالة والقائمة على العلم وخدمات الرعاية الصحية المناسبة. ويكمن العلاج من وجهة نظري في توفير الشعور بالشبع وهذا ما دفعني للانضمام إلى شركة Allurion الرائدة بمجال الأدوات الطبية، والتي تتبع منهجاً متكاملاً لمواجهة مشاكل الوزن والعادات الغذائية الخاطئة. ويُعد بالون المعدة Elipse من Allurion الجهاز الأول والوحيد في العالم لتخفيف الوزن دون إجراء جراحة أو تنظير داخلي أو تخدير؛ مما يمنح المرضى فرصةً للاستراحة من الحميات الغذائية القاسية وشعور الجوع الملازم لها.
ونظراً لطبيعة عملي، أبحث بشكل متواصل عن أفضل الحلول طويلة الأمد لتمهيد الطريق للمرضى نحو مستقبل صحي ومساعدتهم على ضمان نتائج طويلة الأمد؛ حيث لا يقتصر عمل برنامج Elipse على التخلص من شعور الجوع فقط؛ بل يوجه المرضى أيضاً نحو اعتماد خيارات صحية ترتقي بأسلوب حياتهم وتخلصهم من العادات السيئة التي طوروها خلال السنين. كما يستفيد المرضى من دعم أخصائيي التغذية مع توجيه ومتابعة مستمرة لمدة ستة أشهر لضمان استمرار التغييرات الإيجابية التي طرأت على نمط حياتهم.
وفي النهاية، يبقى الاعتدال العامل الرئيسي للتخلص من العادات السيئة الناتجة عن تكرار السلوكيات والأفعال والأفكار الخاطئة. لذلك أشدد على أهمية إفساح المجال للنشاطات المفيدة بدلاً من الجلوس أمام الشاشات ومشاهدة البرامج المفضلة لساعات طويلة.