أحيانًا قد تستيقظين في منتصف الليل وتشعرين بوجود شيء ثقيل على صدرك وتحاولين الصراخ والقفز ولكن لا يمكنك ذلك، وقد يبدو لك الامر كما لو أنك مشلولة أو مقيدة بسبب وجود ذلك الشيء الذي يسمى بالجاثوم.
ما هو الجاثوم الذي يتركك محاصرة في جسدك غير قادرة على الحركة أو الصراخ؟ بالنسبة للبعض هو وجود مجهول الهوية وعديم الشكل يحاول خنقهم، في حين يصفه آخرون بأنه عجوز زاحف بمخالب، أما بالنسبة للآخرين يعتقدون بأن ما يحدث هو وجود لشياطين قريبة جدًا أثناء نوم أحدهم.
وفي الحقيقة الثقافات المختلفة لها تفسيرات متنوعة لشلل النوم، بحيث يقول الفولكلور الياباني أنها روح انتقامية تخنق أعداءها في نومهم، في حين يقول الفولكلور البرازيلي أن الجاثوم عبارة عن عجوز بأطافر طويلة تتربص على أسطح المنازل في الليل ثم تمشي على صدر الأشخاص الذين ينامون وبطنهم ممتلئة.
هل كل ما تم وصفه سابقًا حقيقي؟
باختصار الجواب هو نوعًا ما، حيث أن الشلل الحقيقي وهو شلل النوم ظاهرة يتم خلالها رؤية شيء يشبه الشيطان أثناء المعاناة من شلل النوم، وهي ظاهرة حقيقية يطلق عليها هلوسة "Hypnagogic"، كما أنك على الأرجح ستعاني من هذه الحالة أثناء النوم وتحديدًا على ظهرك.
ويحدث شلل النوم عندما تستيقظين خلال مرحلة الحلم بالنوم، خلال هذه الفترة يقوم عقلك بإيقاف تشغيل الإشارات إلى باقي جسدك لمنعه من التحرك، وفي حال استيقظت وكنت واعية تمامًا لن تكون قادرة على الحركة أبدًا.
وتشير التقديرات إلى أنه في أي مكان في العالم يعاني حوالي 40 في المائة من الأشخاص من شلل النوم، ولكن لا يحصل جميعهم على تجربة الشعور بوجود ثقل وكأن شخص يمنعهم من الحركة وهذا لأنه لا يعاني الجميع من شلل النوم جنبًا إلى جنب مع الهلوسة.
ما الأمور التي تجعل تعرضك لشلل النوم أو الجاثوم محتملة أكثر؟
عندما تنامين على ظهرك قد تكونين أكثر عرضة للاستيقاظ من النوم خلال مرحلة الحلم بسبب أشياء مثل الشخير وانقطاع النفس وغيرها، كما يمكن أن يزيد ما يلي من فرص الإصابة بشلل النوم والهلوسة: التوتر والقلق، الحرمان من النوم، اضطراب ما بعد الصدمة، اختلاف التوقيت، حرقة في المعدة.
قد لا تكون شياطين شلل النوم حقيقية، ولكن هذا لا يجعل تجربة أن تشعر بالشلل أثناء النوم وعدم القدرة على الصراخ او الكلام أقل رعبًا، لذا إذا كانت لديك نوبات متكررة فلا تترددي في التحدث مع طبيبك لإيجاد العلاج المناسب لك.
