حتى تكون قائدًا ناجحًا فهذا يحتاج إلى عدة أمور ومن بينها أن تتحلى بالثقة، القدرة على اتخاذ القرار، والسرعة في التفكير، ولكن كل هذه الصفات قد لا تتحقق ولن تجدها متوفرة لديك في حالة كنت من الأشخاص الذين يفرطون في التفكير عند اتخاذ أي قرار أو يقلقون عند كل خطوة يخطونها في الحياة.
ومن المعروف عن التفكير المفرط بأنه عبارة عن إمضاء الكثير من الوقت في التفكير ومن يصاب به ينتهي به المطاف في النهاية بأنه يعلق في دوامة التقاعس والكسل، وليس ذلك وحسب بل أيضًا تتحول الطاقة الإيجابية إلى حالة قلق تنهك الشخص وتجعله يتراجع إلى الوراء دون توقف.
لذا في حال قررت أن هذا الأمر يجب أن ينتهي ويتغير للأفضل، إليك أهم الحيل العقلية للوصول إلى السرعة في تحليل الأمور والتوقف عن المبالغة في التدقيق فيها.
افتح المجال لدخول المعلومات الجديدة فقط إلى عقلك
في معظم الأحيان يؤدي التفكير المبالغ إلى إدخال الشخص في حالة من الانتباه الزائد، وهذا يتسبب بإعادة النظر في القرارات التي يتم اتخاذها وتحدث هنا حالة من عدم التوقف عن التفكير في شيء حدث بالفعل وقد يكون انتهى بالأصل.
لذا الحل هو أن تقنع نفسك وتصدّق أنك اتخذت القرار الصحيح وفعلت كل ما بوسعك، إلى جانب عدم إعادة التفكير في أمر اتخذت قرارًا بشأنه إلا في حالة ظهور معطيات جديدة.
ما فرّق بين التفكير المفرط وحل المشكلة لأنهما أمران مختلفان
في أغلب الأحيان يتصور الشخص بأن الاستمرار في التفكير ودراسة الافتراضات والاحتمالات بمثابة حل للمشاكل، وقد تبدو هذه الأمور بالنسبة له شيئًا جيدًا ومفيدًا، ولكن في الحقيقة الأمر مختلف تمامًا، فكل ما يحدث في الواقع هو أنك تدور في حلقة مفرغة، لذا الحل هنا هو أن تنتبه عند دخولك في حالة من التفكير المفرط في أمر ما، ولا تتظاهر بأن ذلك حل للمشاكل، واتخذ القرار بالتحرك سريعًا للأمام وعدم النظر للوراء.
تذكر دائمًا القاعدة 90-10
هذه المعادلة عبارة عن نسبة تتعلق بالطريقة التي يجب أن تستخدمها لكي تحسب كيفية تقدير ذاتك، الفكرة هنا هو أن تضع 90% من التقدير المستمد من الذات، و10% من الآخرين، ونسبة الـ90% تأتي من تقبل وتقدير الذات، و10% فقط من التقدير الخارجي من حين لآخر وهو ما يحتاجه الجميع.
وما يحدث مع الأشخاص المفرطون في التفكير هو أن يقلبون هذه القاعدة بالعكس، فيعتمدون على 90% من تقديرهم لأنفسهم على ما يعتقده أو يقوله الآخرون وهذا يسبب لهم الشعور الدائم بالقلق من آراء الناس بهم.
افترض دائمًا حسن النية، فأنت لا تعلم كل شيء
المفرطون في التفكير يدققون بشكل مبالغ به في أغلب الأمور، حيث يفترضون أن كل أمر يمرون به هو شيء سيء، مثل أنهم قد يتركون انطباعًا سيئًا لدى الآخرين بعد مقابلتهم، أو أن الآخرين يتمنون لهم الشر والمرض.
عندما تجد نفسك تمر في هذه الحالة، حاول أن تقلب الموازين وقم بتغيير ما يقوله الصوت داخل عقلك لأمور جيدة ومفرحة، أو على الأقل أمور طبيعية دون مبالغة، وحاول تكرار ذلك معظم الوقت، ففي النهاية لا أحد يعلم ما يخبئه المستقبل، ولا أحد يعلم ماذا يدور في عقول الآخرين.
استبدل "ماذا لو" بـ "سوف نرى"
من يعاني فرط التفكير يسأل نفسه دائمًا "ماذا لو"، وهو في الواقع سؤال مستحيل أن يكون له إجابة، لذا إذا كنت تمر بهذه الحالة قم مباشرة بتحويل هذا السؤال إلى صيغة مختلفة وهي "سوف نرى"، وهي طريقة ممتازة حتى تجعلك تتقدم إلى الإمام وتتخطى كل التحليلات التي سبق وحدثت بالفعل في الماضي.
قيم الأثر الحقيقي لكونك مخطئً
في معظم الأحيان نشعر بالحاجة إلى إعادة التفكير، لأننا ببساطة نخاف من أن نكون على خطأ، وقد يكون من المنطقي أن نعيد التفكير في بعض الأمور في حالة كنا نخطط مثلًا للقفز بالدراجة النارية من أحد المناطق العالية، أو في حالة نريد الذهاب للسباحة برفقة سمكة قرش مخيفة.
دائمًا إسأل نفسك في هذه اللحظات ماذا قد يكلفك فعلًا أن تخطئ، وفي الوقت الذي تستطيع فيه تقليل عوامل المخاطرة فأنت تزيد من قدرتك على التحرر ذهنيًا، لذا توقف عن التفكير المفرط، واتخذ الإلهام مبدأك في الحياة ولا تنظر أبدًا إلى الوراء.