يعد خطر الخرف لغزا معقدا، كما يعتبر فهم الاختلافات بين الجنسين إحدى الطرق التي يمكن أن تساعد الباحثين في "الخرف" على فهم أسبابه وتطوير علاجات جديدة، حسبما نشر فريق بحثي بكلية طب وايل كورنيل في نيويورك.
في الدراسة الحديثة، أشار باحثون إلى أن انقطاع الطمث يمكن أن يجعل النساء أكثر عرضة للإصابة بمرض الزهايمر بسبب التغيرات الهرمونية، كما أنه من المعروف بالفعل أن المرأة أكثر عرضة للإصابة بمرض الزهايمر من الرجل، وتشكل النساء ثلثي ما يعانون من الاضطراب الوظيفية العصبية في جميع أنحاء العالم.
ولمحاولة تفسير السبب، درس العلماء نحو 85 امرأة و36 رجلًا تتراوح أعمارهم بين 40 إلى 65 عامًا، لم يكن لديهم أي مشاكل معرفية.
قام الباحثون بجمع ومقارنة المعلومات حول نمط حياة المشاركين وصحتهم، وفحصوها عقليًا وجسديًا، وشمل ذلك إجراء فحوصات بالرنين المغناطيسي، وفحوصات التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني PET التي تكشف عن لويحات "أميلويد" التي تعد سمة مميزة لمرض الزهايمر.
وأظهرت النتائج التي نشرتها مجلة "علم الأعصاب"، أن النساء اللاتي عانين من انقطاع الطمث كُن أكثر عرضة للإصابة بمرض الزهايمر.
وقالت الباحثة ليزا موككوني، من طب وايل كورنيل في نيويورك، إن البحث - الذي نُشر في مجلة علم الأعصاب - يمكن أن يساعد في تفسير سبب وجود ثلثي المصابين بمرض الزهايمر من النساء.
وأضافت: "تشير النتائج التي توصلنا إليها إلى أن النساء في منتصف العمر قد يكونّ أكثر عرضة للإصابة بالمرض، ربما بسبب انخفاض مستويات هرمون الاستروجين في أثناء وبعد انقطاع الطمث".
وتابعت "في الوقت الذي تعد فيه جميع الهرمونات الجنسية متورطة على الأرجح، تشير النتائج التي توصلنا إليها إلى أن الانخفاض في هرمون الأستروجين على وجه الخصوص، كان سببًا في شذوذ الواسمات الجهازية للمناعة الفطرية، التي زادت من عوامل الإصابة بمرض الزهايمر لدى النساء".
وقال الباحثون إن الدراسة تشير إلى أنه قد تكون هناك فرصة لمنع الزهايمر لدى النساء مبكرًا، عن طريق الحفاظ على النشاط البدني والعقلي، وتناول نظام غذائي صحي متوازن، وعدم التدخين، والحفاظ على الوزن والكوليسترول وضغط الدم.