أكدت استشارية طبية من مركز إمبريال كوليدج لندن للسكري على أهمية التزام الصائمين وخاصة مرضى السكري بنظام محدد يسمح لهم بالعودة تدريجياً وبطريقة منضبطة إلى روتينهم الغذائي الاعتيادي بمجرد انتهاء شهر رمضان المبارك.
وأوضحت الدكتورة فرحانة بن لوتاه، استشارية الطب الباطني في مركز إمبريال كوليدج لندن للسكري، التابع لمبادلة للرعاية الصحية، أن العودة إلى النظام الغذائي الاعتيادي بعد شهر رمضان قد تشكل صدمة للجسم في حال لم تتم بشكل تدريجي ومنظّم، الأمر الذي يمكن أن يؤدي إلى آثار جانبية سيئة إذا لم يتم التعامل مع هذه المسألة على النحو الصحيح. مشيرة إلى أن الصيام يؤدي إلى تغيرات عديدة في الجسم؛ على سبيل المثال، ينخفض إنتاج الإنزيم الهضمي، وقد تتراجع الطبقة الواقية لجدار المعدة بشكل مؤقت، مما قد يؤثر على وظائف المعدة عندما تصبح ممتلئة ومثقلة بالطعام".
وشدّدت الدكتورة بن لوتاه على أن جسم الإنسان يحتاج إلى فترة زمنية معينة لإعادة التكيف تدريجياً مع عملية الهضم والأيض (التمثيل الغذائي) الطبيعية. مشيرة إلى أن الإفراط في تناول الطعام بعد رمضان يرهق الجهاز الهضمي، وبالتالي يزداد خطر التعرض لأنواع من آلام المعدة مثل تقلصات المعدة وحرقة المعدة والغثيان. ولتجنب مثل هذه النتائج، من الأفضل أن نبدأ بعد انتهاء الشهر الفضيل بوجبات صغيرة ومضغ الأطعمة ببطء لتحفيز عملية الهضم السليم. موصيةً باتباع قاعدة 80/20: أي تناول الطعام ببطء حتى الشعور بالشبع بنسبة 80٪ فقط. فمن خلال تناول الطعام ببطء، فإنك تسمح للدماغ بمعرفة وتسجيل الطعام الذي يدخل إلى المعدة مما يؤدي بدوره إلى زيادة مستويات الشبع ويمنع الإفراط في تناول الطعام.
ونوّهت الدكتورة إلى أهمية أن يحتوي النظام الغذائي للفرد بعد شهر رمضان على الأطعمة أو المكملات الغذائية التي تحسن عملية الهضم، مثل البروبيوتيك والبريبايوتكس إضافة إلى الزبادي العادي وذلك للمساعدة في تجديد البكتيريا الجيدة في الأمعاء.
وأخيراً أوصت الدكتورة بن لوتاه الأشخاص الذين يخططون لصيام لمدة ستة أيام من شوال بعد العيد، بمواصلة اتباع نصائح النظام الغذائي الصحي التي طبقوها خلال شهر رمضان.
هذا وتقدم مرافق مبادلة للرعاية الصحية خدمات الرعاية الصحية عن بُعد عبر العديد من التخصصات المتاحة من أجل راحة وسلامة كبار السن من المرضى، وأيضاً ذوي الحالات المزمنة.