تلعب الجينات دورا هاما في تطوير القلق عند بعض الأشخاص، حيث وجد باحثون أن العامل الوراثي الموجود في الكروموسوم 9 يرتبط بالقلق، وخلصوا أن تجاربك داخل بيئتك -التي تشمل التنشئة الأسرية وأحداث الحياة الكبرى- هي أيضًا عوامل مهمة.
هل القلق وراثي؟
من المتوقع أن تصاب باضطراب القلق إذا كان أحد أفراد عائلتك يعاني أيضًا من ذلك الاضطراب، كما وجدت أبحاث أن اضطرابات القلق تحدث بشكل وراثي بنسبة 26 %.
لذا، يعد نحو ربع خطر الإصابة بالقلق أمراً وراثياً. وهذا يعني أن عوامل أخرى، مثل التجارب المؤلمة أو الأمراض، يمكن أن يكون لها تأثير أكبر. حيث يبقى للمجتمع والبيئة الجزء الأكبر في صنع القلق بطرق بعيدة عن جيناتك الموروثة.
أوضحت الدكتورة إيلينا توروني، متخصصة علم النفس، أن كلا الأمرين (الجينات والبيئة)، قد يتسبب بالإصابة بمرض القلق، أو "في كثير من الأحيان ينتج عن المزج بينهما". ولفتت أنه "قد يكون من الصعب فصل الجينات والبيئة عن بعضهما البعض كأسباب للقلق".
وفي السياق ذاته، وجدت دراسة أجريت عام 2018 أن الأطفال الذين يعانون من اضطرابات القلق كانوا أكثر عرضة ثلاث مرات من الأطفال الذين ليس لديهم اضطرابات، و أرجعت ذلك لوجود والد واحد على الأقل يعاني من اضطراب القلق.
واقترح مؤلفو الدراسة أنه بالإضافة إلى المخاطر الوراثية، فإن سلوك الوالدين يزيد من خطر إصابة طفلهما بالقلق الاجتماعي، على سبيل المثال، قد يقوم الوالد الذي يتجنب الأحداث الاجتماعية بتعليم طفله عن غير قصد أن يفعل الشيء نفسه.
وأشارت الدراسة أنه يمكن أن تساعد تجارب الطفولة المختلفة - في المنزل والمدرسة وأماكن أخرى - في تفسير سبب إصابة بعض أفراد العائلة بالقلق بينما لا يصاب الآخرون بذلك، وأكدت في النهاية، أنه لا توجد مجموعة محددة من العوامل يمكن أن تتوقع ما إذا كنت ستشعر بالقلق أم لا