في الحقيقة يعتقد الكثير من الناس أن غسل الجسم يوميًا والاستحمام يعد أمرًا ضروريًا للنظافة، في حين يعتقد آخرين أن هذ الأمر إذا تم يوميًا فإنه يؤدي إلى تجريد الجسم من زيوته الطبيعية.
ولكن من خلال هذه المقالة سنعرض لكم ما هو رأي الخبراء في هذا الأمر، وهل الاستحمام يوميًا أمرًا صحيًا بالفعل، أم أن هناك طريقة مناسبة لفعل ذلك والحفاظ على نظافة الجسم في الوقت ذاته.
هل يجب الاستحمام بشكل يومي؟
بينما يتفق بعض الناس على أن الاستحمام يوميًا ليس ضروريًا حقًا، كان هناك استطلاع أجرته "Millenniel Podcast" في مايو 2020، حيث قال 55.6% أنهم لم يستحموا يوميًا طوال فترة الحجر الصحي، وفي عام 2020 كشفت صحيفة ديلي ميل أيضًا أن ما يقرب 25% من الناس في بريطانيا توقفوا عن الاستحمام يوميًا أثناء الوباء، في حين نشرت صحيفة نيويورك تايمز مقالًا عام 2021 يظهر فيه أشخاصًا قرروا التخلي عن الاستحمام اليومي خلال الجائحة.
ماذا يقول الخبراء عن الاستحمام اليومي؟
يقول ديريك فيليبس استشاري الأمراض الجلدية في لندن، إن الاستحمام مرة واحدة يوميًا هو الأمثل وذلك لأسباب اجتماعية، ولكنه قد لا يكون ضروريًا، وتابع: "الاستحمام مرة واحدة في اليوم كافٍ لمعظم الأطفال والبالغين وذلك للحفاظ على مستوى مقبول اجتماعيًا من النظافة الشخصية".
بعبارة أخرى، سيساعد الاستحمام اليومي على الشعور بالانتعاش والنظافة، ولكن تنظيف الجسم من الرأس إلى أخمص القدمين كل يوم لن يجعلك شخصًا نظيفًا بالضرورة، وقد يضر الاستحمام اليومي بالجلد بالفعل ويؤدي إلى الجفاف، التهيج واضطراب ميكروبيوم الجلد.
ووفقًا لطبيب الأمراض الجلدية في نيويورك الدكتور أدراش مغديل، فإن هناك القليل من الأدلة التي تدعم أن نظرية الاستحمام اليومي خطير، حيث يقول إن الاستحمام اليومي ليس ضروريًا ولكنه أيضًا لا يضر البشرة كما يتم تداوله على نطاق واسع.
ووفقًا لمراجعة في عام 2018، ترتبط بعض الأمراض الجلدية بحالة ميكروبية متغيرة، ولكن الدراسة نفسها أشارت إلى أن ميكروبيوتا جلد الشخص البالغ السليم مستقرة بمرور الوقت على الرغم من التغيرات البيئية مثل تكرار الاستحمام، وهذا يعني أنه من غير المحتمل أن يؤثر عدد المرات التي تستحم فيها على صحة ميكروبيوم البشرة.
من جهة أخرى، وفقًا للخبراء في مجال الأمراض الجلدية، فإن الناس الذين يعيشون في أماكن رطبة ودائمًا ما يكون الطقس لديهم دافئًا بشكل مفرط، فإنهم ينتجون مزيدًا من العرق للحفاظ على برودة الجسم، وحتى يحافظوا على انتعاش البشرة ويقللوا من خطر تراكم الدهون، فإنهم يلجأون للاستحمام مرة واحدة على الأقل يوميًا خاصة أثناء موجات الحرارة العالية.
ويقترح الخبراء أن الاستحمام اليومي قد لا يكون مثاليًا بالنسبة لبعض الأشخاص المصابين بحالات مثل الأكزيما، الصدفية، الثعلبة، التهاب الجلد الدهني.
وفي الواقع، بالإضافة إلى مسألة الصحة البدنية والنظافة، هناك بعض الأشياء الأخرى التي تلعب دورًا في رغبة الناس بالاستحمام اليومي، مثل المخاوف البيئية، حيث وفقًا لمؤسسة "Water Research Foundation" يستخدم المنزل العادي 17 جالونًا من الماء الساخن يوميًا للاستحمام، ويمكن أن يساعد الاستحمام بشكل أقل وأقصر في الحفاظ على المياه والكهرباء اللازمة لتسخين المياه.
روتين الاستحمام المثالي
يقول الخبراء إن الاستحمام اليومي آمن للبشرة وقد يساعدك في الحصول على تفاعلات اجتماعية أكثر إيجابية، لذا إليك بعض النصائح حول كيفية بناء روتين صحي:
- استحم يوميًا إذا كان ذلك يناسب أسلوب حياتك ونوع جسمك
- استحم كل يومين إذا كنت قلقًا بشأن توفير المياه أو الإصابة بحالة جلدية
- تجنب استخدام المنتجات التي قد تسبب الجفاف الشديد للجلد
- تجنب استخدام المقشر أكثر من مرة في الأسبوع
- استخدم مرطبات الجسم والمستحضرات الأخرى بعد كل استحمام
- بينما الاستحمام يوميًا ليس ضروريًا، إلّا انه يفضل عدم الانتظار أكثر من يومين