من المعروف على نطاق واسع أن التدخين يزيد بشكل كبير من خطر الإصابة بسرطان الرئة، وفي الحقيقة يختار بعض المدخنين التحول إلى التدخين الإلكتروني للإقلاع عن شرب السجائر، حيث يعتقد الكثير أن ذلك ليس ضارًا.
ولكن من المهم معرفة أن التدخين الإلكتروني لا تعد عملية خالية من المخاطر، فعلى سبيل المثال تشير بعض الدراسات إلى أن استخدام السجائر الإلكترونية يمكن أن يكون له آثارًا سلبية على القلب ونظام القلب والأوعية الدموية.
وبينما لا يزال هناك الكثير لمعرفته حول مخاطر التدخين الإلكتروني، إلّا أن هناك مجموعة متزايدة من الأبحاث التي تظهر أن التدخين الإلكتروني يعرض الرئتين للخطر، ومن المحتمل أن يكون سرطان الرئة على قائمة الآثار الخطيرة الناجمة عن التدخين الإلكتروني.
التدخين الإلكتروني وسرطان الرئة
العلاقة بين التدخين وسرطان الرئة أمر غير قابل للنقاش أو التشكيك، فوفقًا لجمعية الرئة الأمريكية يساهم التدخين في 80% من وفيات سرطان الرئة لدى النساء و90% لدى الرجال.
ويمكن أن يكون التعرض للتدخين السلبي مميتًا أيضًا، حيث تم ربط حوالي 7300 حالة وفاة بسرطان الرئة كل عام بالتعرض للتدخين السلبي.
ويعتقد أن التدخين الإلكتروني أقل خطورة من السجائر العادية، ولكن لا يزال لا يخلو من المخاطر، حيث أن السجائر الإلكترونية تحتوي على النيكوتين والمواد الكيميائية الأخرى التي يمكن أن تكون سامة للرئتين.
واستنادًا إلى المعرفة بشأن هذه المواد الكيمائية، من الممكن أن يؤدي التعرض لها عبر التدخين الإلكتروني إلى زيادة خطر إصابة المدخن بسرطان الرئة.
مخاوف أخرى تتعلق بالتدخين الإلكتروني
في الحقيقة لا يعد سرطان الرئة مصدر القلق الوحيد الذي يشعر به الخبراء بشأن التدخين الإلكتروني، فعلى المدى القصير يمكن للبخار والدخان الذي ينتج عن التدخين الإلكتروني أن يؤدي إلى تهيج العينين والفم والأنف، وقد يجعل الشخص أكثر عرضة لنزلات البرد والإنفلونزا.
أيضًا تتعرض الرئتين لخطر متزايد لأنواع أخرى من الضرر، مثل الالتهاب الرئوي الشحمي المرتبط بالتدخين الإلكتروني، والذي يتطور عند استنشاق المواد الزيتية في السائل الخاص بالسجائر الإلكترونية وبالتالي احتمالية حدوث التهاب في الرئتين.
المواد الكيميائية في التدخين الإلكتروني
النيكوتين يسبب الإدمان، وعندما التدخين يذهب هذا النيكوتين إلى الرئتين ويتم امتصاصه في نهاية المطاف في مجرى الدم ومن ثم ينتشر في كافة أنحاء الجسم، وقد يؤثر أيضًا على الدماغ وتحديدًا دوائر المكافأة ( الدوبامين).
وبمرور الوقت يحتاج المدخنون إلى الحصول على نفس التجربة، وبالتالي يتعرضون لمستويات أعلى من العشرات من المواد المسرطنة في دخان السجائر مثل البنزوبيرين.
وقد تحتوي السجائر الإلكترونية على العديد من المواد السامة المحتملة والتي تنبعث منها، على الرغم من أنها بمستويات أقل من تلك الموجودة في السجائر العادية القابلة للاحتراق، مثل المركبات العضوية المتطايرة، والمواد الكيميائية المنكهة المرتبطة بتلف الرئة، وفيتامين E الذي يضاف إلى سائل السجائر الإلكترونية لتكثيفها أو تخفيفها، ومعادن ثقيلة تستخدم لتسخين السائل الإلكتروني مثل الكروم والنيكل والتي قد تحتوي على سموم مسرطنة.