البروتين هو أحد المغذيات الكبيرة الثلاثة إلى جانب الكربوهيدرات والدهون والضرورية لصحة الإنسان، وفي الحقيقة هناك الكثير من أنواع البروتين التي تشارك في العديد من عمليات الجسم بما في ذلك نقل الأكسجين ووظيفة المناعة والنمو.
وتم ربط الأنظمة الغذائية الغنية بالبروتين بعدد من الفوائد الصحية، بما في ذلك تحسين تكوين الجسم وخفض مستويات السكر في الدم، ومع ذلك قد يتساءل البعض عما إذا كان بإمكانه الحصول على الكثير منه، ومن خلال هذه المقالة سنتعرف ما إذا كان عليك القلق بشأن تناول الكثير منه.
هل النظم الغذائية الغنية بالبروتين ضارة؟
في الحقيقة كانت هناك بعض المخاوف بشأن سلامة الأنظمة الغذائية الغنية بالبروتين، بما في ذلك آثارها على صحة الكلى والقلب والعظام، ومع ذلك فإن معظم هذه المخاوف لا يدعمها البحث العلمي مثل:
صحة الكلى
من المفاهيم الخاطئة الشائعة عن الأنظمة الغنية بالبروتين أنها ضارة بصحة الكلى، حيث أظهرت الأبحاث أنه على الرغم من أن الأنظمة الغذائية الغنية بالبروتين تزيد من عبء العمل على الكلى، إلّا أنها لا تؤثر سلبًا على الأشخاص الذين يتمتعون بوظائف الكلى السليمة.
وفي الواقع، نظرت إحدى الدراسات في تناوله ووظائف الكلى لدى 48 من الرجال والنساء، حيث قاموا بتناول نظام غذائي يحتوي على 1.5 جرام من البروتين لكل كيلو جرام لمدة 8 أسابيع، ولم يؤدي إلى تعرض المشاركين لأي آثار صحية ضارة.
أمراض القلب
يخشى بعض الناس من أن اتباع نظام غذائي عالي البروتين قد يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب، ومع ذلك تظهر الأبحاث أن الأنظمة الغذائية الغنية بالبروتين لا تضر بصحة القلب.
وفي الحقيقة، وجدت دراسة شملت 12066 من البالغين عدم وجود علاقة بين تناول البروتين الحيواني أو النباتي وزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب، كما وجدت دراسة أخرى على 38 شخصًا يعانون من زيادة الوزن أن اتباع نظام غذائي عالي البروتين لم يضر بصحة القلب أو وظيفة الأوعية الدموية.
وتشير بعض الأبحاث أيضًا إلى أن الأنظمة الغذائية الغنية بالبروتين قد تساعد في تقليل مستويات ضغط الدم وتقليل الدهون في البطن وزيادة الكوليسترول الجيد، مما يساعد في تقليل مخاطر الإصابة بأمراض القلب.
السرطان
أظهرت الدراسات أن تناول البروتين لا يرتبط ارتباطًا وثيقًا بخطر الإصابة بسرطان الثدي أو المريء أو القولون أو المبيض أو البروستات، ولم تجد مراجعة أجريت عام 2020 أي ارتباط بين زيادة تناول البروتين وخطر الوفاة من السرطان.
وفي الواقع وجدت دراسة أجريت عام 2016 أن تناول كميات أكبر منه كان مرتبطًا بمعدلات بقاء أفضل لدى النساء المصابات بسرطان الثدي، ومع ذلك تظهر الأبحاث أن مصادر معينة من البروتين قد تزيد من خطر الإصابة بالسرطان مثل منتجات اللحوم المصنعة.
صحة العظام
أثارت الدراسات القديمة مخاوف من أن النظم الغذائية الغنية بالبروتين قد تؤدي إلى انخفاض كثافة المعادن في العظام، ومع ذلك أظهرت الدراسات الحديثة أن الأنظمة الغذائية الغنية بالبروتين قد تكون مفيدة لصحة العظام.
ووجدت مراجعة أجريت عام 2019 أن تناول البروتين العالي كان مرتبطًا بشكل كبير بانخفاض الإصابة بكسر الورك وزيادة كثافة المعادن في العظام، علاوة على ذلك يعد البروتين ضروريًا لصحة العظام إلى جانب العناصر الغذائية الأخرى بما في ذلك الكالسيوم وفيتامين د، وفي الواقع يتكون أكثر من ثلث كتلة العظام من البروتين.