هل سبق لك أن لاحظت أن البعوض يعاني منه بعض الناس أكثر من غيرهم، حتى عندما يكون الجميع في نفس المكان وفي نفس الوقت؟
حسنًا، في الواقع قد يساهم البعوض بنشر أمراض مثل الملاريا وحمى الضنك، لذلك بحث العلماء في العوامل المختلفة التي قد تجعل بعض الناس أكثر جاذبية للبعوض، ووجدوا أن أحد هذه العوامل هو فصيلة الدم.
ومن خلال هذا المقال سنلقي نظرة على العلاقة بين لدغات البعوض وفصيلة الدم، إلى جانب العوامل الأخرى التي تجذب هذه الحشرة لبعض الناس أكثر من غيرهم.
هل الأشخاص من فصيلة دم واحدة أكثر عرضة إلى اللدغات أكثر من غيرهم؟
في الحقيقة يمتلك الأشخاص ذوو فصائل الدم المختلفة مجموعات مختلفة من البروتينات المحددة على سطح خلايا الدم الحمراء، وبشكل عام يبدو أن البعوض أكثر انجذابًا للأشخاص ذوي فصيلة الدم "O" من فصائل الدم الأخرى.
وكان هناك دراسة قديمة من عام 1974 قد قامت بتعيين 102 مشاركًا للنظر في العوامل الفردية المختلفة التي يمكن أن تجذب هذه الحشرة، وعندما حلل الباحثون النتائج وجدوا أن البعوض يتعذى بشكل تفضيلي على الأشخاص ذوي فصيلة الدم "O".
وفي الآونة الأخيرة قامت دراسة أجريت في عام 2019 بتقييم تفضيل فصيلة الدم لدى البعوض وفعلوا ذلك من خلال تقديم عينات من أنواع مختلفة من الدم في مغذيات منفصلة، ولوحظ أن البعوض يفضل التغذي على نوع "O" أيضًا.
ونظرًا إلى أنه يمكن العثور على بروتينات فصيلة الدم في اللعاب والدموع، فقد يكون هذا السبب الذي يساعد البعوض على الشعور بهذه الأشياء عند اقترابه من الشخص.
ما الذي يجذب البعوض أيضًا؟
هناك بعض العوامل الفردية الأخرى التي يمكن أن تجذب البعوض وهي:
ثاني أكسيد الكربون:
أن تطلق ثاني أكسيد الكربون عند الزفير، وهو أمر يساعد على ترك أثر يمكن للبعوض أن تتبعه، بحيث أن زيادة ثاني أكسيد الكربون في الهواء ينبه البعوضة إلى وجود مضيف محتمل بالقرب منها.
رائحة الجسم:
إذا لاحظت أن البعوض يلدغك أكثر من الآخرين، فهذا لأنه يشتم رائحة طيبة إضافية من خلالك مثل مركبات على الجلد تجعل بعض الناس أكثر جاذبية للبعوض كالأمونيا وحمض اللاكتيك، وأيضًا كلما زادت البكتيريا على الجلد كلما كان الأمر أكثر جاذبية للبعوض.
الحرارة:
بالإضافة إلى ثاني أكسيد الكربون والروائح، تطلق أجسامنا حرارة أيضًا، حيث وجدت الأبحاث في عام 2017 أن إناث البعوض تتجه نحو مصادر الحرارة بغض النظر عن حجمها.
اللون:
أظهر بحث في عام 2018 أن البعوض ينجذب أكثر إلى الأجسام السوداء، لهذا السبب تلاحظ أنك تحصل على المزيد من لدغات البعوض في حال كنت ترتدي ألوانًا داكنة.
الحمل:
وجدت دراسة عام 2004 أن عددًا أكبر من البعوض ينجذب إلى النساء الحوامل مقارنة بالنساء غير الحوامل.
قد تكون لدغة البعوض مزعجة بالنسبة لك، ولكن عليك أن تعلم أن لدغة البعوض في بعض أنحاء العالم يمكن أن تؤدي إلى أمراض مثل الملاريا، ويمكن تقليل
مخاطر لدغات البعوض باستخدام طارد البعوض وتجنب الأنشطة الخارجية عندما يكون البعوض أكثر نشاطًا.
