تظهر أعراض القلق أحيانًا دون أي سابق إنذار، فخلال لحظة تكونِ هادئة ومرتاحة وإذ هناك توتر يلوح بالأفق يصيبك ويجعلك تشعرين بالدوار والتعرق في راحة اليدين وتصبحين تكافحين لالتقاط أنفاسك.
وبعد التعايش مع القلق لبعض الوقت، ستبدئين في التعرف على النمط الخاص بك، فربما تلاحظين أن حالتك المزاجية تتحول سريعًا إلى حالة من القلق عن تواجهين محفزات معينة مثل اجتماع عمل مهم أو جدول مزدحم أو انزعاج من بعض الأصوات، أما بالنسبة لبعض الأشخاص يظهر القلق بعد الأكل لأسباب عدة وهي:
- نقص السكر في الدم
إذا كنت تعانين من نقص السكر في الدم، فسوف تعانين من انخفاض السكر بعد تناول الطعام وعادة في غضون ساعات قليلة هذا الانخفاض في نسبة السكر في الدم والذي يتبع عادةً زيادة في إنتاج الأنسولين يمكن أن يجعلك تعشرين بالقلق وسرعة الانفعال وحتى بالارتباك.
وقد تلاحظين أيضًا تغيرات جسدية أخرى تشبه أعراض القلق مثل دوخة، اهتزاز، تسارع ضربات القلب، زيادة التعرق، وغالبًا ما تؤدي الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من السكر والكربوهيدرات المصنعة إلى حدوث نقص سكر الدم التفاعلي، ولكن يمكن أن تظهر الأعراض أيضًا عند تناول الكحول أو الكافيين على معدة فارغة.
- محفزات الغذاء
يمكن أن تثير بعض الأطعمة أعراض القلق حتى لو لم تؤثر بشكل مباشر على نسبة السكر في الدم، وتتضمن بعض المحفزات المحتملة الجبن، اللحوم المعالجة، الأطعمة المخمرة التي تحتوي على الهيستامين، الكافيين الذي يمكن أن يعطل النوم ويزيد من أعراض القلق، الدهون المتحولة، الدقيق الأبيض والسكر والكربوهيدرات المكررة التي يمكن أن تسبب ارتفاع الأدرينالين الذي يؤدي إلى الشعور بالذعر أو القلق.
- الحساسية الغذائية
يمكن أن تتضمن الحساسية الغذائية اعراضًا تتراوح من خفيفة إلى شديدة، ويمكن أن يشبه الكثير منها أعراض القلق أو نوبة الهلع، وقد تلاحظين صعوبة في التنفس، دوار، ضيق أو تورم في الحلق، وخز أو خدر في الفم، غثيان وآلام في المعدة، ضربات قلب سريعة.
وفي الواقع يعاني العديد من الأشخاص من الحساسية تجاه الطعام وتشمل المصادر الشائعة للحساسية: الغلوتين، الألبان، الخضروات، الكبريتيت والمضافات الغذائية الأخرى.
- العودة إلى عادات الأكل القديمة
إذا كنت تحاولين معالجة أنماط أو سلوكيات معينة حول الأكل، فقد تشعرين بالقلق عندما تعودين للعادات الغذائية السيئة التي كنت تتبعيها في السابق، لنفترض أنك قررتي قطع اللحوم الحمراء من نظامك الغذائي ولكنك تجدي نفسك تتوقين إلى تشيز برجر بعد 3 أسابيع، وبعد تناول البرجر قد تشعرين فجأة بالضيق والقلق وتقولين لنفسك "كنت أقوم بعمل جيد" وتبدأ معك من هنا العديد الأسئلة والأحاديث التي تلومين فيها نفسك حتى يتحول الأمر لقلق.
- التجارب السلبية السابقة مع الطعام
غالبًا ما تنتج الذكريات غير السارة مشاعر القلق، والتجارب المتعلقة بالطعام ليست استثناءً، لنفترض أنك و شريكك حدث بينكما خلافًا جادًا أثناء تناول دجاج تيكا ماسالا في مطعمك الهندي المفضل، هنا قد يعود هذا التوتر العاطفي والخوف إليك كلما تناولت نفس الطبق أو حتى أي وجبة مختلفة في نفس المطعم.
- اضطراب الأكل
من الشائع إلى حد ما أن يعاني الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات الأكل من القلق المرتبط بالغذاء، ولا يعني القلق بعد الأكل بالضرورة أنك مصاب باضطراب الأكل ولكنه قد يشير أحيانًا إلى أنماط أكل ضارة، وتشمل العلامات الرئيسية الأخرى لاضطراب الأكل:
- القلق بشأن أوقات الوجبات خاصة عند تناول الطعام مع الآخرين
- الشعور بالذنب أو أي ضائقة أخرى بعد تناول الأطعمة التي تعتبرينها سيئة أو غير صحية
- العصبية أو الشعور بالذنب إذا كنت تعتقدين أنك تناولتي الكثير من الطعام
- التركيز بشدة على انتقاء الأطعمة التي تتناولينها
للوهلة الأولى، قد يبدو القلق غير مرتبط تمامًا بالطعام، لكن التفاعل بين دماغك ومعدتك، والذي يسمى محور القناة الهضمية يعني أن صحة الجهاز الهضمي تلعب دورًا مهمًا في الصحة العقلية.
ويمكن للشعور بالقلق أن يمنعك من الاسترخاء وهضم الطعام بشكل صحيح، ويمكن أيضًا أن يؤدي إلى ضعف صحة الجهاز الهضمي وبالتالي مزيد من التوتر في حياتك.
أن الأكل أمر لا بد منه، لذا تأكدي من المتابعة مع مقدم الرعاية الصحية الخاص بك إذا استمر القلق بعد الأكل أو وجدتي أن القلق يجعل من الصعب عليكي تناول الطعام.