يمكننا وصف الاكتئاب بمرض العصر، وذلك بسبب انتشاره بشكل كبير في العالم في السنوات الأخيرة، ومن المتوقع ان تزيد حالات الاكتئاب خاصة بسبب الأحداث التي يشهدها العالم في 2020، وأبرزها الحجر الصحي بسبب انتشار فيروس كورونا المستجد وبهذا المقال سنتحدث كيف يمكننا استعادة الأمل في ظل هذه الظروف حتى لا نقع ضحية الاكتئاب:
ومن أجل التغلب على حالة فقدان الأمل، يجب عليك أن تعرف كيف يحدث ذلك، اعلمي أن عقلك الباطن هو الجزء المسؤول عن المعتقدات في عقلك، فعندما تعتقد أن شيئاً ما لم يعد من الممكن حدوثه وتفقد الأمل، فإن هذا المعتقد قد يترسخ في داخلك، والسؤال هنا كيف يتم تشكيل هذا الاعتقاد الجديد؟
عادة عندنا تحاول أن تفعل شيئاً مهين وتفشل به، فمن الممكن أن يستنتج عقلك الباطن أنه لا يوجد أمل منك أو من هذا الشيء، وبعض الناس يطوّرون هذا الاعتقاد بعد تجربة أو اثنتين، فيما قد يفقد بعض الأشخاص الأمل بدون حتى بذل أي مجهود وذلك نتيجة البرمجة التي يتلقونها من أصدقائهم أو بعض الأشخاص من حولهم، مثلًا، إذا استمر أصدقاؤك باخبارك إلى أن شيئاً ما مستحيل، فأنت ستقتنع أنه مستحيل في النهاي.
وفي هذه الحالة يكون عقلك الباطنقد طور إيماناً جديداً مسؤولاً عن فقدان الأمل لديك.
ماذا نفعل لاستعادة الأمل:
1. الحصول على الدعم من خلال حضن دافئ
من الضروري أن يكون هناك دائماً شخص ما بغض النظر عن ماهيته "صديق، زميل، فرد من العائلة، حبيب، مستعد لسماعك في أي وقت، لا تكن وحيداً بمشاعرك.
2. الدواء عند الشعور بالاكتئاب
لا تتردد باستشارة الطبيب عند شعورك باليأس الشديد حتى لا تدخل مرحلة الاكتئاب، فهناك بعض الأدوية التي من الممكن ان تساعدك على تجاوز هذه المرحلة.
3. التركيز على التفاصيل
عادة عندما يشعر الشخص بالاكتئاب فإنه يستذكر كل المشاكل التي يمر بها، وهنا يجب أن يقوم الشخص بفرز هذه المشاكل عن طريق كتابة كل ما يشعره بالضيق وتسجيله على ورقة والتعامل مع كل مشكلة على حدى.
4. عبر عن مشاعرك جسدياً
فرّغ الطاقة العاطفية السلبية المحاصرة خارج جسمك، مثلاً إذا كنت تبكي على فقدان شيءٍ، فقل فقط "وداعاً!" إلى ما فقدته أثناء البكاء أو قل "أشعر بالحزن".
وعندما تخالطك مشاعر القلق والخوف والارتعاش في جميع أنحاء جسمك وخارج أطرافك، عبّر عن ذلك لفظياً وقل: "أشعر بالخوف".
أما في حال كنت تشعر بالغضب، قم بسحب شيء مثل المراتب أو الوسائد، وقم بالصراخ في الوسادة وأنت تقول: "أشعر بالغضب الشديد" بعدها ستشعر بالراحة أكثر.
5. خوض معركتك ضد الأفكار الكئيبة
- استبدل الأفكار السلبية، والكلمات الهدامة مثل : "لا يوجد أمل" أو "الحياة قاتمة" بالأفكار البناءة ويمكنك عمل هذا الأمر بهذه الخطوات:
- قومي بتكرار عبارة مثل: "أنا هنا الآن، لا أعرف المستقبل، ما الشيء الإيجابي الوحيد الذي يمكنني فعله بنفسي اليوم/ الآن؟".
- حدثي نفسك: "هذه هي حياتهم.. لن أعرف أبداً ما هو المصير الذي يواجهه الآخرون.. ماذا عليّ أن أفعل لتكريم نفسي؟".
- كرري هذه الجملة بكل مستمر: "أنا أبذل قصارى جهدي.. أنا شخص جيد".
- من الجمل التي يجب أن تكرريها أيضًا: "أنا جيد تماماً ولله الحمد. مهمتي الآن هي الاعتناء بنفسي".
6. تخلي عن جملة "ماذا لو؟"
حاولي التخلي عن الآمال التي لا أساس لها من الصحة، وعدم انتظار أن يأتي التغيير من الآخرين، انظري إلى الواقع بعين الحقيقة، وسجلي كل ما تحلمين به. على سبيل المثال: "سأتخلى عن كل أمل في العثور على صديق وفي".
7. التواصل مع النفس
سالي نفسك "ما هو قصدي؟ ما هي أهدافي؟"، بشكل يومي ، سجلي إجاباتك، استمري بهذا الأمر حتى تكتشفي هدف لحياتك، حاولي ان يكون هدف محدد وسجلي مواعيد محددة.
8. ضعي خطة واضحة قابلة للتنفيذ
اكتي خطة العمل، تحدثي عنها مع المقربين، ناقشي مع أصدقائك المقربين التقدم المحرز في خطتك عن طريق عقد اجتماعات منتظمة، اتبعي الخطة حتى لو لم تؤمني بها، يجب أن تقنعي عقلك الباطن بها.
في النهاية فإن الخطأ الذي يقع به معظم الناس عندما محاولتهم استعادة الأمل في حياتهم هو أنهم يعادة فكرون في حلول سريعة بدلاً من طريقة مستدامة لتغيير معتقداتهم حول الأمل، وهذا هو السبب وراء فشل معظمهم.
ولهذا السبب من أجل استعادة الأمل في حياتك، يجب عليك اتخاذ الخطوات الصحيحة لمساعدة عقلك الباطن على التخلص من هذا الاعتقاد السلبي الذي تشكله.
وتأكدي أنّ الأمل ليس بعيداً عن متناول يدك؛ فإذا تعلمت كيفية توجيه طاقتك إلى ما تريده من أعماق قلبك، فذلك أفضل من أن تركز على مدى شعورك بالاستياء.