على الرغم من أن فكرة تهدئة العقل والنعيم في التأمل تبدو متجددة بشكل رائع، إلّا أن تحقيق حالة التأمل في الواقع يمكن أن تكون معركة شاقة وخاصة لمن لديهم أفكار مفرطة النشاط.
وفي حال كنت من الأشخاص المفرطين في التفكير، فربمًا تعتقدين أن التأمل ليس مناسبًا لك، ولكن وفقًا للخبراء فإن التأمل الناجح ممكن حتى للأشخاص ذوي العقول المشغولة، وفيما يلي سنتحدث عن بعض النصائح والاستراتيجيات التي يمكنك تجربتها لتحقيق ذلك.
نصائح للتأمل لأصحاب التفكير المفرط
- ضع جدولًا ثابتًا
كما هو الحال مع أي عادة جيدة أخرى، فإن ممارسة التأمل تجعلها عادة مثالية عندما يتعلق الأمر بتهدئة الأفكار، كما يعد اختيار وقت منظم من اليوم خطوة بسيطة نحو تدريب عقلك على أنه حان وقت الاسترخاء.
وتقول المعالجة النفسية هايلي نيديك أن الممارسة اليومية المتسقة هي طريقة لمعرفة أكبر فوائد الصحة العقلية من التأمل، ولكن بالطبع هذا لا يعني أن عليك أن تكوني متشددة بشأن تحديد موعد جلسة للتأمل كل يوم، فالتأمل لا ينبغي أن يكون له قواعد، بل يجب أن يكون بديهيُا وأن يشعر الشخص بالرضا عند ممارسته.
- اخلقي مساحة تأملية
ليس من السهل أن تسقطي في حالة تأمل عندما تكونين محاطة بأكوام من الغسيل أو تكونين بالقرب من طفلك الذي يتذمر، لذا ضعي في اعتبارك تنظيم مساحة في منزلك للتأمل فقط ولا يجب أن تكون كبيرة، وهذا يعني تخصيص كرسي معين أو إضاءة شمعة برائحة لطيفة أو الجلوس أمام صورة مفضلة، وبمرور الوقت ستصلين إلى ربط هذا المكان الهادئ بتصفية ذهنك.
وتقول المعالجة النفسية نيديك: "التأمل هو أداة عملية بقدر ما هو أداة روحية، فحن بحاجة إلى أن نكون قادرين على إحضارها معنا أينما ذهبنا".
- تأملي مع الآخرين
قد يبدو التأمل وكأنه عمل شخصي للغاية، ولكن هناك قوة مدهشة في الأرقام، حيث تقول كانديس فيروث مدربة التنفس والتأمل في لوس أنجلوس: "تعد الطاقة الجماعية أمرًا قويًا، ولا شك في أن التأمل مع شريك يمكن أن يجعل التجربة أفضل".
- تأملي افتراضيًا
التأمل الافتراضي يعني ببساطة دمج التكنولوجيا مع الممارسة، فعلى سبيل المثال يمكنك مشاهدة العناصر المرئية مثل الغابة الهادئة أو الشاطئ المشمس والتي يمكنها أن تزيل بشكل فعال جميع عوامل التشتيت الخارجية مما يسمح بتهدئة العقل، كما يمكنك مشاهدة مقاطع فيديو على اليوتيوب عن المناظر الطبيعية المفضلة لديك والتي تسمح لك بأن تتخيلي نفسك محاطة بهذا الجمال.
- اليوجا
هناك سبب لربط اليوجا والتأمل معًا، حيث أن تنسيق الشهيق والزفير مع الحركات الجسدية له بالفعل تأثيرات قابلة للقياس على تركيزك العقلي، وبحسب دراسة أجريت عام 2018 فإن اليوجا التي تركز على الحركة وتركز على التنفس قللت من عوامل التوتر، وأدت الممارسة التي تركز على التنفس بشكل خاص إلى تحسين الانتباه المستمر.
- التنفس
التنفس المتحكم به هو سلاح سري لإبقاء العقل، وفي الواقع تستند العديد من ممارسات التأمل فقط حول التنفس، مع فكرة أن الفوائد العقلية والعاطفية ستتبعها، وبمجرد إبطاء التنفس فإن هناك آثار مثبتة مثل تهدئة الجهاز العصبي وتقليل مشاعر القلق.
- الموسيقى
الموسيقى تجعل كل شيء أفضل والتأمل ليس استثناءً، حيث أظهرت الدراسات أن الموسيقى المناسبة يمكن أن تدرب الدماغ ليكون أكثر انتباهًا، وتشير بعض الأبحاث إلى أن الاستماع إلى موسيقى قد يبطئ معدل ضربات القلب.
وتقول نيديك المعالجة النفسية: "بشكل خاص للأشخاص الذين يعانون من القلق أو أولئك الذين يترددون في بدء التأمل بسبب التفكير المفرط، يمكن أن تكون الموسيقى أداة ممتازة".