وصلت نسبة العزاب إلى 10% في عام 1968، وقد زادت النسبة إلى 20% في عام 2012. مع ذلك، غالبًا ما يُنظر إلى العزاب على أنهم فاشلون أو غرباء معادون للمجتمع، لكن لا بد أن يدرك الجميع أن كونك وحيدًا غالبًا ما يكون اختيارًا وفعلًا من أجل العناية بالنفس.
وهنا نوَّد أن نشرح لماذا يختار بعض الناس العزوبية بديلًا للزواج، ولماذا يكون ذلك جيدًا مثل وجود شريك:
لا يريد الشعور بالسوء تجاه نفسه
في مجتمع لا يزال يقدر الأسرة والزواج، غالبًا ما يشعر العزاب بالاستياء؛ لأن منذ طفولتنا نتعلم أن الجميع يتوقع منا أن نكبر ونتزوج وننجب أطفالًا، وهذا يصادف شعورنا بوصمة العار التي ترافقنا، وكمية الضغط المثقل على كاهلنا أكان من الأقارب والغرباء على حد سواء.
ويعتقد الكثيرون أن هناك خطأ ما يلتف العزاب، لذا يفضلون دخولهم علاقة مُسيئة على العزلة باعتبارها أكثر قبولًا اجتماعيًا. لكن الحقيقة أن عيش المرء بفرده أفضل وأكثر سعادة من دخوله علاقة مسيئة والبقاء في بيئة سامة.
هناك فرق بين الوحدة والعزلة
بينما قد يسمي البعض الفتاة العازبة بـ"الوحيدة"، إلَّا أن الأمر لا يكون بهذا الشكل؛ فالوحدة حالة لا يختارها الشخص بالضرورة، فهو مستبعد اجتماعيًا، ويبحث دائمًا عن علاقة حميمة تشعره بتحسن.
من جهة أخرى، فالعزلة يختارها المرء بناءً على قراره الخاص ويشعر بسعادة مع رفقة نفسه ويفضلها على الغير، كما يتمتع بهوايات واهتمامات، ويمتلك أصدقاء لطفاء أيضًا.
وقد أظهرت دراسة أن الأشخاص الذين يشعرون بالوحدة غير راضين عن حياتهم، على عكس الأشخاص الذين اختاروا العزلة.
لماذا اختيار العزلة ليس مخجلًا، لكنه فعل حقيقي نابع من حب الذات؟
يقول علماء النفس إنه من المهم جدًا أن تتعلمي كيف تكونين منسجمةً مع نفسك، فدون وجود علاقة صحية مع نفسك في المقام الأول، لا يمكن أن تحصلي على علاقة صحية مع الآخرين.
فعند احتضان العزلة، يكون العزاب أكثر انفتاحًا على النمو والتطور من المتزوجين؛ لأن الأخير غالبًا ما يعتمد كثيرًا على شريكه.
وبالنسبة للبعض،فإن العزوبية هي طريقة لعيش حياتهم على أكمل وجه، فهم يرتاحون لكونهم بمفردهم ويثقون في الصوت الداخلي الذي يوجههم، وهذا يمنحهم الكثير من الحرية والفرصة للتفكير في أنفسهم واحتياجاتهم بدلاً من احتياجات شخص آخر، كما يمكنهم اتخاذ خيارات أفضل لأن لا وجود لتأثير خارجي.
وهنا نعرض فوائد العيش منعزلًا:
· العزاب أقل توترًا
· العزاب يقدرون العمل الهادف، وعادة ما يكون لديهم وظيفة يكونون متحمسين لها لأنهم اعتمدوا على أنفسهم وقلبهم عندما اختاروها.
· هم أكثر إنتاجية. فمصادر إلهائهم أقل، وبالتالي يمكنهم التركيز على مهامهم بشكل أفضل، كما يساعدهم وقت الفراغ خاصتهم على التواصل مع خيالهم وإبداعهم.
·لا يرتبط العزاب بمكان واحد، لذلك لديهم المزيد من الفرص للسفر والاستكشاف؛ إذ إنهم أحرار في اختيار المكان الذي يريدون العيش فيه أو المكان الذي يقضون فيه عطلتهم.
· وجدت دراسة أن العزاب أكثر انتباهاً لأصدقائهم وعائلاتهم من المتزوجين؛ لأنهم تعلموا أن يفهموا أنفسهم تمامًا، وهذا يساعدهم على فهم احتياجات وأفعال الآخرين أيضًا.
· الأشخاص الذين يعيشون بمفردهم أكثر اكتفاءً ذاتيًا، وهو ما يقودهم في التغلب على المشاعر السلبية لأنهم يتعرفون على أنفسهم أكثر.