تعتبر الملابس واحدة من الطرق الرئيسية التي يعبر بها الناس عن أنفسهم كما أنها بالتأكيد تعمل على توفير الراحة لمرتديها، ويمكن أيضًا أن تساعد الأشياء التي نرتديها في إظهار الثقة، ولكن ماذا لو كانت ملابسك باستطاعتها أن تأخذ خطوة إلى الأمام وتساعد أيضًا في تغيير حالتك العقلية؟
أشارت الأبحاث المنشورة هذا العام في المجلة العلمية "Frontiers" أن حدوث ذلك ممكن، حيث وجد العلماء آنا تاجادورا خيمينيز، وكريستي كوسك، وأليكساندر فالجامي أن هناك طريقة لجعل الشخص لا يشعر فقط بالراحة الجسدية عند ارتداء الملابس، بل بإمكانه أيضًا أن يشعر بالراحة العقلية، وذلك فقط من خلال إضافة أنماط الاهتزاز داخل الملابس.
وقالت آنا خيمينيز في حديث لمجلة "Popular Mechanics": "يرتدي الناس بالفعل الملابس بهدف أن يشعروا بمزيد من الثقة والراحة في ظروف معينة، ونحن مهتمون حاليًا بترويج تصورات غير محسوسة للآخرين، حيث تدور الفكرة حول جعل من يرتدي الملابس أن يشعر بالهدوء والثقة في حال شعر في أي لحظة من اللحظات عند ارتدائه للملابس بأن هناك تغييرات حصلت على جسده (على سبيل المثال أكبر أو أقوى أو أخف وزنًا)".
ولاختبار هذه الفرضية، أجرى الباحثون تجربتين مع نموذجين مختلفين وجعلوهما يرتديان الملابس المخصصة للتجربة العلمية الجديد والتي تحمل اسم "Magic Lining"، وهي عبارة عن ملابس مغطية ب21 محرك اهتزاز مرتبط بلوحة تحكم وجهاز كمبيوتر يعمل ببرنامج "Arduino"، ووظيفته تتمحور في تنشيط محركات الاهتزاز في مجموعات مختلفة، حيث أنشأ الفريق أربعة أنماط اهتزاز مختلفة، وكرروا كل نمط 30 مرة.
في التجربة الأولى، اختبروا ثلاث مناطق مختلفة من الجسم: الذراع ، مركز الظهر، وأعلى الظهر بنمطي اهتزاز مختلفين. ثم طلب الباحثون من المستجيبين وصف الأحاسيس في كل مجموعة.
فعلى سبيل المثال، أنماط الاهتزاز التي تبدأ في منتصف الظهر وتتحرك للخارج تجعل الأشخاص يشعرون بأن أجسامهم مصنوعة من الهواء أو الماء أو الرمل، وبالتالي أدى ذلك إلى شعورهم بالاسترخاء والقوة والثقة.
بينما كانت تجربة أنماط الاهتزاز التي تبدأ في منتصف الظهر وتتحرك للداخل مختلفة تمامًا، حيث جعلت الأشخاص يشعرون بأنهم ثقيلون، جامدون، وقلقون، وكأنهم مصنوعين من الخرسانة، أو كأنهم يتعرض للدفع من قبل قوة خارجية.
وفيما يخص هذه التجارب، قالت كريستي كوك أحد العلماء المشاركين في هذه الأبحاث: "أعتقد أن الملابس لديها الكثير من الإمكانيات التي تساعد في الاهتمام بنا جسديًا وذهنيًا، لذا من الضروري البدء في فهم كيفية تأثير أنماط الاهتزاز علينا في السياق اليومي، إلى جانب معرفة كيفية استخدام ذلك لرفاهيتنا".