تشير مجموعة من الأبحاث الحديثة إلى أن نوع اللعب المتربط بدور الأب أمر بالغ الأهمية لنمو الطفل بالكامل، ومن خلال هذا المقال سنلقي الضوء على هذا الموضوع لمعرفة المزيد حول الأمر.
كم من الوقت يقضون الآباء مع أطفالهم؟
وجدت المراجعة التي أجرتها كلية التربية بجامعة كامبريدج ومؤسسة "LEGO" أن غالبية الآباء يلعبون مع أطفالهم كل يوم، وعلاوة على ذلك عند احتساب ساعات عمل الآباء وأخذها بعين الاعتبار، وجد أن الآباء والأمهات يملكون نفس القدر من وقت اللعب مع أطفالهم.
وبشكل عام، لاحظ الباحثون أن الآباء يلعبون أكثر مع أطفالهم عندما يكبرون ويتحولون من مرحلة الرضيع إلى الطفل، ثم انخفض وقت اللعب مرة أخرى عندما وصلوا الأطفال إلى مرحلة الطفولة المتوسطة حوالي سن 8-13.
وهذا لا يعني بالضرورة تدهور العلاقة خلال هذا الوقت بالنسبة للأب، ولكن قد يكون ذلك مجرد تطور لنوع الأنشطة التي كان يمارسها الأب والطفل في السابق خلال اللعب.
كيف يؤثر وقت اللعب مع الأب على طفلك؟
تشير الدلائل إلى أن اللعب الخشن يساعد الأطفال على التنظيم الذاتي أو التعامل مع المشاعر الصعبة، والفكرة هي أن هذا النوع من اللعب يثير الطفل ويزعزع استقراره مؤقتًا مما يمنحه فرصة للشعور بالهدوء.
وحتى الآن لا توجد أدلة قوية وكافية للقول أن لعب الأطفال مع آبائهم يعزز نمو الدماغ، لكن بعض الدراسات اقترحت وجود صلة، حيث لاحظت دراسة في المملكة المتحدة جلسات لعب بين 192 طفلًا وآبائهم من عمر1-3 سنوات ونتائج تلك الجلسات على مؤشر قياس الأداء المعرفي للأطفال باستخدام مؤشر التنمية العقلية، ووجدوا أن الآباء الذين كانوا أكثر تفاعلًا مع أطفالهم من عمر 1-3 سنوات هم من سجلوا أعلى الدرجات على مؤشر التنمية العقلية.
ومثل معظم الأشياء في الحياة، فإن التنوع هو مفتاح نمو الطفل الصحي، حيث يحتاج طفلك إلى الكثير من أنواع اللعب في سياقات مختلفة لينمو وينجح.
ومهما كانت الظروف، لا ضير من تخصيص وقت معين للخروج كعائلة وممارسة بعض الأنشطة مع الطفل مثل الركض والمصارعة أو حفلات الشاي والاعتناء بالدمى، إلى جانب دعم نموهم المعرفي والعاطفي والاجتماعي.