بذلت شركة آبل خلال فترة زمنية طويلة الكثير من الجهود بهدف بناء قاعدة جماهيرية لمتابعة خدمة الأخبار لديها "Apple News"، ومع الوقت أصبح يتابع هذه الخدمة أكثر من 125 مليون مستخدم نشط شهريًا.
والمفاجأة، أن صحيفة نيويورك تايمز أعلنت الأسبوع الماضي أنها بصدد الإنسحاب من خدمة الأخبار التي توفرها آبل لمستخدميها، وبمجرد أن تم الإعلان عن الخبر، انتشر بشكل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي وغيرها، وكان من ضمن أبرز الأحداث التي تم تداولها في الفترة الماضية.
واعتبارًا من شهر تموز الحالي، لن تظهر أي مقالات جديدة من صحيفة التايمز في خدمة أخبار آبل، وعن الأسباب التي دفعت صحيفة التايمز لاتخاذ هذا القرار، كان أهمها هو انعدام السيطرة على علاقاتها مع العملاء، إلى جانب عدم القدرة على إعادة توجيه القراء إلى موقعها الخاص، وبالتالي كانت هذه الأمور عبارة عن قيود للشركة تجعل من تحويلها القراء إلى مشتركين يدفعون لقاء المحتوى أمر صعب للغاية، وهو ما تعتمد عليه التايمز لاستمرارية أعمالها.
وفي الحقيقة، أن صحيفة التايمز كانت تحقق تقدمًا على الصعيد المالي عندما كانت منفصلة ولا تعمل مع أحد، بحيث حققت الاشتراكات الرقمية لها ما يقارب الـ40% من الإيرادات في الربع الأخير من العام بما يقدر بمبلغ 5 مليون، وبالتالي ساعدت هذه الإيرادات على تعويض ما يقارب 7% من خسارة الشركة فيما يخص الاشتراكات بالمحتوى المطبوع والتي قدر مجموعها حوالي 840 ألف دولار.
وبهذا الخصوص، كتبت ميريديث كوبيت ليفين مديرة العمليات في صحيفة التايمز وقالت: " يجب أن يكون النموذج الصحي بين صحيفة التايمز والمنصات الأخرى هو عبارة عن مسار مباشر لإعادة توجيه هؤلاء القراء إلى موقعنا، بحيث نتحكم نحن في طريقة العرض، وفي العلاقة مع القراء، وفي طبيعة قواعد عملنا، وعلاقتنا مع آبل لا تتناسب مع ما سبق".
والجدير بالذكر أن صحيفة التايمز لم تكن الشركة الوحيدة التي أوقفت تعاملها مع خدمة الأخبار في آبل، حيث كانت صحيفة الواشنطن بوست قد انسحبت أيضًا في وقت سابق، ولكنها لا تزال تبيع الاشتراكات داخل التطبيق من خلال أخبار آبل، كما تقوم صحيفة وول ستريت بتقديم مجموعة محدودة من المقالات.
