مع ما يشهده العالم اليوم من تغيرات كبرى في جميع المجالات، والعيش في فترة إغلاق وانعزال بسبب الفيروس التاجي، وإغلاق العديد من المساجد؛ فإن شهر رمضان الذي ينتظره المسلمون كل عام قد يشهد تغيرا كبيرا في حياة الصائمين.
لذا إليك لمحة عن ذلك التغيير الذي قد يطرأ على حياة المسلمين خلال الشهر الكريم.
ماذا يفعل المسلمون في رمضان؟
على مدى 30 يومًا، يصوم المسلمون خلال ساعات النهار، وهي ممارسة يُنظر إليها ويفطرون بعد الغسق كل يوم.
بالإضافة إلى الامتناع عن الطعام والشراب، يمتنع المسلمون عن الجماع أيضًا، ويخرجون الصدقات، ويقومون بقراءة القرآن الكريم، ومن أبرز العبادات أداء صلاة "التراويح".
رمضان في زمن الكورونا
من أخذ وصفات لوجبات الإفطار من على موقع يوتيوب إلى الدروس الدينية عبر تطبيق Zoom، سيكون شهر رمضان المبارك هذا العام فريدًا لمسلمي بريطانيا الذين يقدر عددهم بـ 2.6 مليون مسلم مع الاعتماد على التكنولوجيا بسبب الفيروسات التاجية.
ومع اقتراب اليوم الأول من الصيام تتكيف المساجد في المملكة المتحدة مع إجراءات الإغلاق عن طريق اللجوء إلى وسائل التواصل الاجتماعي والتطبيقات للبقاء على اتصال مع المصلين من خلال بث المحاضرات والدورات والصلاة.
ومن المتوقع أن يكون Facebook Live و Instagram و تطبيق Houseparty و YouTube من بين مصادر الصائمين لفعل ذلك.
وذكرت شبكة "سي إن إن " الأمريكية أن الأماكن الإسلامية المقدسة، بما في ذلك مكة والمدينة المنورة في المملكة العربية السعودية والمسجد الأقصى في القدس، ستكون فارغة من المصلين خلال شهر رمضان بعد أن نصحت السلطات المصلين بالصلاة في المنزل بسبب فيروس كورونا.
وقال مجلس الأوقاف الإسلامي في القدس إن المسجد الأقصى سيظل مغلقًا أيضًا خلال شهر رمضان.
وقال الإمام عمر سليمان، مؤسس ورئيس معهد يقين للبحوث الإسلامية لشبكة "سي إن إن":من الناحية التاريخية، فإن المساجد تكون مكتظة بالمصلين في شهر رمضان، صلاة الليل يمكن أن تؤدي في المسجد أو في المنزل، ولا فرق في صحة الاثنين".
وأضاف" وخلال هذا الوقت، عندما يقوم الناس بالحجر الذاتي في المنزل لتجنب انتشار الفيروس التاجي، فإني أريد تشجيع المسلمين على التركيز على عادات الصلاة الفردية وتحويل العزلة إلى سلام داخلي".
وقال أيضا إنه لا يشعر بالقلق من أن التحول إلى العبادة الافتراضية المؤقتة يمكن أن يؤدي إلى نقص الاهتمام في نهاية المطاف بالصلاة الشخصية، ولكنه قلق من أنه عندما يتمكن المسلمون من التخلص من شاشاتهم والعودة إلى المساجد، فإنهم لن يرغبوا في ذلك".
وأضاف" أن هناك شيء يتعلق بالاحتضان والصلاة معًا والتواجد معًا ودعم أشكال الطقوس التقليدية للعبادة للعبادة، ولا أريد أن أفقد ذلك لأننا نشعر بالإحباط بشأن الحجر الصحي في رمضان، ولا أريد أن نفعل شيئًا سيضر المسار في وقت لاحق".
على صعيد آخر قالت هند مكي المتخصصة في حوار الأديان بمعهد السياسة الاجتماعية والتفاهم بشيكاغو إنها ترى في رمضان وقتًا جيدًا للتأمل الذاتي، على الرغم من كون رمضان تجربة جماعية، مضيفة يمكننا أن نعود أيضا إلى فكرة أن رمضان معتكف روحي".
وأضافت: "بما أننا جميعًا في منازلنا، فمعظمنا، لا يتعين علينا دائمًا الاتصال بالإنترنت".
وقالت أيضا إنها تخطط لحضور بعض وجبات الإفطار الافتراضية فذلك سيتيح لها فرصة للتفاعل مع الآخرين عند الإفطار.
