وجد باحثون من مستشفى كليفلاند كلينك، أحد أشهر المستشفيات المرموقة في الولايات المتحدة، أن عقار "ريلوناسبت"، المعتمد من إدارة الغذاء والدواء الأمريكية لعلاج بعض الأمراض الالتهابية، قد استطاع التخفيف من حدّة نوبات التهاب غشاء التامور وتقليل مخاطر تكرارها.
وجاء هذا الكشف ضمن نتائج لتجربة سريرية عالمية يقودها كليفلاند كلينك، نُشرت في عدد الشهر الجاري من مجلة "نيو إنغلند جورنال أوف مديسن" الطبية وعُرضت أمام الجلسات العلمية لجمعية القلب الأمريكية.
والتامور هو غشاء نسيجي ناعم مزدوج يحيط بالقلب، ويكون فيه القلب داخل سائل يُدعى بالسائل التاموري ليسهل حركته وأداء وظيفته. وقد يُصاب التامور بالتهاب يكون من أعراضه الشائعة الشعور بألم حادّ في الصدر ناجم عن احتكاك الطبقات الملتهبة بالقلب. ويمكن أن يكون التهاب التامور حادًا أو متكررًا أو مزمنًا، وغالبًا ما يحدث عقب الإصابة بعدوى فيروسية أو إجراء جراحة قلبية. ويحدث التهاب غشاء التامور المتكرر عادةً بعد مدة تتراوح بين أربعة وستة أسابيع من النوبة الأولى من التهاب التامور الحاد، وغالبًا ما يتسبب في آلام صدرية مُنهِكة وصعوبات في الحركة ودخول المريض إلى المستشفى.
ولا توجد حاليًا علاجات معتمدة من إدارة الغذاء والدواء الأمريكية لالتهاب التامور، الذي تُستخدم له مضادات الالتهاب والستيرويدات التي تُحدث غالبًا آثارًا جانبية قاسية. ودرست التجربة السريرية العالمية في مرحلتها الثالثة حالة 61 مريضًا يعانون التهاب غشاء التامور المتكرر، اختيروا بطريقة عشوائية لتلقي العقار "ريلوناسبت" أو عقارًا وهميًا. وبعد مرور 16 أسبوعًا على تلقيهم العلاج، أفاد 81 بالمئة من المرضى الذين عولجوا مرة واحدة أسبوعيًا، بأن أعراض التهاب غشاء التامور قد اختفت أو خفّت كثيرًا، في مقابل نسبة بلغت 25 بالمئة لدى من تناولوا العقار الوهمي.
ولم يقتصر تأثير "ريلوناسبت" على التخفيف من حدّة النوبات النشطة مباشرة بعد الجرعة الأولى، بل قلّل أيضًا من تكرارها بنسبة 96 بالمئة. واستطاع جميع المرضى المصابين بالالتهاب، والذين كانوا يتناولون الكورتيكوستيرويدات (أو الستيرويدات القشرية)، وقف تناول هذا العقار بالتدريج وانتقلوا بنجاح إلى "ريلوناسبت".
وقال الدكتور ألن كلاين مدير مركز تشخيص أمراض التامور وعلاجها في كليفلاند كلينك، إن التهاب التامور المتكرر "مؤلم ويمكن أن يسبب الوهن لمن يعانونه". ووصف كلاين، وهو الباحث الرئيس المشارك في الدراسة وعضو اللجنة الاستشارية العلمية لشركة "كينيكسا" الصيدلانية، التجربة بأنها "ناجحة جدًا"، مشيرًا إلى أنها "استطاعت وقف الالتهاب، ما يجعلها مصدر أمل جديد للمرضى المصابين بهذا المرض".
ووقعت 23 من الحوادث المتعلقة بالسلامة في مجموعة المرضى الذين تناولوا العقار الوهمي، من بين 25 حادثًا شهدتها الدراسة، في حين لم تشهد المجموعة التي تناولت العقار الفعال سوى حادثتين.
هذا، وقدّمت شركة "كينيكسا"، المصنّعة للعقار "ريلوناسبت"، رعايتها للدراسة، ولكن جميع تحليلات النتائج خضعت لتأكيد مستقل من مركز كليفلاند كلينك للأبحاث السريرية.