يميل الآباء تلقائيا إلى التحدث مع الأطفال بأصوات سخيفة ومضحكة للكبار، الأمر الذي قد يدفعهم للخجل في بعض الأحيان، ولكن الآن كشفت دراسة حديثة أن هذا حقًا يمكن أن يساعدهم على التعلم.
درس باحثو جامعة "واشنطن" في مدينة سياتل الامريكية، أسلوب تحدث 71 عائلة إلى أطفالهم بصوت بطيء الوتيرة وعالي النبرة، والذي يبدو سخيفا في كثير من الاحيان.
ووفقا لصحيفة "ديلي ميل" البريطانية، وجد الباحثون أن الأطفال الذين يتحدث آباءهم معهم بهذه الطريقة هم أكثر تطورا لغويا، وسرعان ما يتعلمون بعض الكلمات مع وصولهم سن 18 شهرًا.
وتدحض هذه الدراسة الاعتقاد السابق بأن تحدث الآباء بطريقة سخيفة مع الأطفال يعرقل تطورهم اللغوي، إذ تظهر الأدلة الحديثة أن التحدث إلى الطفل بطريقة ملفتة وبطء وتعبيرات مبهجة، مما قد يجعله أكثر انخراطًا مع آبائه، يشجعه على محاولة تقليد كلامهم.
وفي الدراسة، قسم الباحثون العائلات إلى مجموعتين، واحدة استخدم فيها الآباء الأسلوب السخيف لتعليم أبنائهم الكلام، بينما لم تعتمد الأخرى هذا النهج وتحدثت بطريقة طبيعية.
وبالفعل، وجد الباحثون أن أطفال المجموعة الأولى الذين تعلموا بالطريقة السخيفة قد تعلموا حوالي 99 كلمة مع بلوغهم سن 18 شهرا، في حين تعلم أطفال مجموعة الكلام الطبيعي 64 فقط.
وقالت البروفيسورة "باتريشيا كول"، مؤلفة الدراسة الرئيسية في جامعة واشنطن: " يبدو أن مفتاح تطوير قدرات الأطفال اللغوية هو لفت انتباههم، ونعتقد أن هذه الطريقة السخيفة تجعل تعلم اللغة أسهل بسبب هيكلها اللغوي الأبسط والأصوات الواضحة".