جميعنا نعلم مدى أهمية حليب الثدي للأطفال في سنواتهم الأولى، فهو مصدر أساسي للتغذية، وبالإضافة إلى التغذية يحمي الرضيع من الأمراض، ويعزز مناعته ويساعده على النمو.
وفي العادة يكون لون حليب الثدي أصفر أو أبيض أو صاف أو كريمي أو أسمر أو أزرق، ولكن هذا اللون قد يتغير أثناء النهار أو في منتصف الرضاعة الطبيعية لأسباب مختلفة.
يعتبر السبب الأكثر شيوعًا هو النظام الغذائي، فقد يعطي الطعام الذي تتناولينه لونًا أخضر أو أحمر أو ورديًا لحليب الأم، وقد يبدو بنيًا بسبب اختلاطه بقليل من الدم، وإلى جانب ذلك، يتغير اللون أيضًا في مراحل مختلفة ليناسب حاجة الطفل المتنامي.
ففي البداية تنتج الام حليبا اصفر أو برتقالي سميك ذو قيمة غذائية عالية وغني بالأجسام المضادة وذا مستويات عالية من مادة بيتا كاروتين.
وبعد أسبوع من الولادة، يبدأ الجسم في إنتاج المزيد من لبن الأم لتلبية احتياجات الطفل النامي ويظهر اللبن بكمية أكبر على مدار الأسبوعين التاليين وبلون أصفر أو أبيض.
ومن ثم ينتج جسم الام ما يُعرف بالحليب الناضج، والذي يعتمد لونه على محتوى الدهون التي تستهلكها الام، وينقسم إلى جزئين: الحليب الذي يتدفق في بداية جلسة الرضاعة ويكون أرق وقليل الدسم ويبدو شفافا أو أزرق، والحليب الذي يتدفق وسط جلسة الرضاعة والذي يكون أكثر دسمًا، ويبدو أبيض أو أصفر.
أسباب أخرى لتغير لون الحليب
يتغير لون حليب الثدي اعتمادًا على نوع الأطعمة أو الأعشاب أو المشروبات التي تتناولها وتشربها الام، بما في ذلك اللون الأخضر الناتج عن تناول الخضار الأخضر، واللون الوردي أو البرتقالي أو الأحمر، والذي ينتج عن تناول الفواكه.
أما اللون البني فينتج عن تسرب الدم إلى داخل قنوات الحليب، وينتج الحليب الأسود بسبب تناول المضاد الحيوي Minocin، والذي يسبب اسمرار الجلد ولا ينصح باستخدامه أثناء الرضاعة.
متى تستشري الطبيب؟
في معظم الأوقات، يكون التغيير في لون حليب الثدي بسبب الأطعمة التي تتناولها، وحينها لا يكون هناك داعي للقلق، ولكن في ظهور الحليب باللون الأسود، تحتاج الام إلى التحدث مع طبيبها حول الأدوية الموصوفة، كما يمكن أن يكون الحليب الأحمر والوردي نتيجة التهاب الثدي.