في تلك اللحظات المبهجة بعد الولادة، قد يكون الاكتئاب هو آخر ما يخطر ببالك، وفي حين أنه من الشائع أن تتلاشى هذه المشاعر، إلّا أن اكتئاب ما بعد الولادة يمكن أن يحدث في بعض الأحيان.
وفي الواقع تظهر الأبحاث أن واحدة من كل 8 نساء تعاني من اكتئاب ما بعد الولادة، وحتى الآن لم تتمكن الدراسات من تحديد أسباب اكتئاب ما بعد الولادة، إلّا أنه تم التعرف على ما الذي يمكن أن يساهم في هذه الحالة، ويمكن تقسيم العوامل إلى ثلاث فئات وهي: فسيولوجية، نفسية، وأمور أخرى تتعلق بالطفل.
أسباب اكتئاب ما بعد الولادة
الأسباب الفسيولوجية:
الهرمونات
أثناء الحمل، تكون مستويات الهرمونات التناسلية مثل الأستروجين والبروجسترون مرتفعة جدًا، ولكن بمجرد ولادة الطفل تنخفض مستويات هذه الهرمونات فجأة، وتظهر الأبحاث أن التغيير المفاجئ في المستويات يساهم في اكتئاب ما بعد الولادة.
وهذا الانخفاض في الهرمونات التناسلية ليس التغيير الهرموني الوحيد الذي يحدث بعد الولادة، حيث يزيد الجسم من إنتاج هرمونات اللاكتوجين لضمان إمداد الثدي بالحليب، بالإضافة لذلك يمكن أن تنخفض مستويات هرمون الغدة الدرقية بشكل حاد وهو ما يؤدي إلى ظهور أعراض مشابهة لأعراض الاكتئاب.
الحرمان من النوم
قد لا يسمح لك طفلك بالنوم، فعلى الرغم من أن الأطفال حديثي الولادة ينامون ما بين 14 إلى 17 ساعة في اليوم، إلّا أن ذلك لا يحدث بشكل متواصل.
التغيرات الفيزيائية
يؤثر المخاض والولادة على جسمك، وبعد الولادة تستغرق عملية التعافي بضعة أسابيع، لذا قد يكون من الصعب تقبل جسدك الجديد أو حقيقة أنك بحاجة إلى الاسترخاء لفترة من الوقت، ويمكن أن يؤثر ذلك على صحتك العقلية والعاطفية.
الأسباب النفسية
الإجهاد والتوتر
بالطبع أنت ممتنة لوجود طفلك في حضنك، ولكن هذا لا يعني أنك لا تشعرين ببعض التوتر أو الكثير من التوتر، علاوة على ذلك بأنه ليس لديك وقت فراغ، فمن المحتمل أن تضطري أيضًا إلى إجراء بعض التغييرات في روتين عملك والمنزل وغيرها من الأمور.
القلق
قد تشعرين بالإرهاق من تحملك مسؤولية رعاية هذا الطفل الصغير، وقد تكون لديك شكوك في البداية حول قدرتك على أن تكوني أمًا صالحة.
أسباب تتعلق بالطفل
التغذية
بالإضافة إلى التكيف مع جدول نوم جديد، قد يستغرق إنشاء روتين ناجح للرضاعة الطبيعية بعض الوقت، وقد يكون في البداية أمرًا مرهقًا أن تدركي أنك الآن مسؤولة عن جميع احتياجات طفلك الغذائية وأنه لا يمكن إهمال ذلك بتاتًا.
مزاج الطفل الصعب
بعض الأطفال يكونون أكثر راحة من غيرهم، وفي الحقيقة أن الطفل ذو المزاج الصعب يكون أكثر حساسية للتغيرات ولديه عادات وروتين غير منتظم، وهذا أمر شائع ولكن هذا لا يعني أن ذلك يمثل تحديًا للأم وإرهاقًا لها على جميع الأصعدة.
متى يجب الحصول على المساعدة؟
إذا استمرت الأعراض لمدة تزيد عن أسبوعين أو أصبحت شديدة لدرجة أنه لم يعد بإمكانك الاعتناء بنفسك أو بطفلك، فهنا يجب عليك التحدث إلى الطبيب حتى يوصي لك بالأدوية والعلاج المناسبة للحالة الخاصة بك.
