كشفت دراسة فريدة من نوعها أجراها مجموعة من باحثي جامعة إمبريال كوليدج بلندن، أن التنمر والمضايقات عبر الإنترنت يمكن أن تؤدي إلى اضطراب ما بعد الصدمة، بتأثير مساو للتعرض لهجوم إرهابي.
يواجه أكثر من ثُلث ضحايا التنمر السيبراني مستويات مشابهة من اضطراب ما بعد الصدمة للأشخاص الذين تعرضوا لهجوم إرهابي.
ووفقًا لصحيفة "ديلي ميل" البريطانية، عانى الضحايا أفكارًا متطفلة ومتكررة وذكريات ارتجاعية نتيجة التنمر عبر الإنترنت، بالإضافة إلى سلوكيات التجنب مثل رفض التحدث عن التجربة أو التهرب من أشخاص وأماكن معينة.
واقترح الباحثون أن يصبح سؤال الأطفال عن التسلط عبر الإنترنت جزءًا روتينيًا من أي تقييم عقلي أو نفسي للأطفال، حيث يُعتقد أن معدل انتشار التنمر عبر الإنترنت بين المراهقين يتراوح بين 10 و40%.
وفي الدراسة، التي نُشرت في مجلة أرشيف أمراض الطفولة، أجرى الباحثون استبيانات لـ 2218 تلميذًا تتراوح أعمارهم بين 11 و19 عامًا ويرتادون 4 مدارس ثانوية في لندن، وسألوهم عن التنمر الذي واجهوه، وكم مرة حدث ذلك، ومدة استمراره، كما تم فحصهم بحثا عن أعراض اضطراب ما بعد الصدمة.
وأظهرت الردود على الاستقصاء أن 46 %، تعرضوا للتنمر، و17 % كمرتكب، و12% ككليهما.
كتب الباحثون أن هناك بعض "التداخل" بين كلا النوعين من التنمر (التقليدي والسيبراني)، ووجد الباحثون أن ثلث ضحايا التنمر الإلكتروني عانوا أيضًا من أعراض اضطراب ما بعد الصدمة.
وقالت الدكتورة داشا نيكولز، المؤلفة المشاركة في الدراسة، من قِسم الطب النفسي بكلية إمبريال كوليدج بلندن: "على الآباء والمعلمين والمهنيين الصحيين أن يكونوا على دراية بأعراض ما بعد الصدمة المحتملة لدى الشباب المتورطين للتنمر الالكتروني، فعلى الرغم من أن التنمر السيبراني أقل شيوعا من التنمر التقليدي، إلا أن ثلث ضحاياه يعانون من اضطراب ما بعد الصدمة".