طورت مجموعة من الباحثين في جامعة إلينوي الأمريكية في اربانا-شامبين كاميرا جديدة مستوحاة من كائن القريدس والتي تساعد على تصوير الخلايا السرطانية بشكل واضح خلال العمليات الجراحية مقارنة بقدرة العيون العادية.
وشرح البروفيسور فيكتور جرويف، أستاذ الحاسوب والهندسة الكهربائية كيفية عمل الكاميرا الجديدة بفاعلية مع الأدوية التي تستهدف الأورام السرطانية في البشر والحيوانات وكيف أنهم لجئوا لابتكار هذه التقنية لأن الكاميرات الحديثة بأفضل إمكانياتها لا تساعد الأطباء في التشخيص الطبي وتصوير الورم بشكل واضح وجلي.
لذلك جاءت الفكرة بتطوير كاميرا تحاكي في وظيفتها عين كائن القريدس وخاصة نوع يٌسمى مانتيسMantis أو ما يعرف ب قريدس فرس النبي أو السرعوف وهو يعتبر واحد من أكثر الكائنات الحية التي تتمتع بنظر حاد وثاقب فهذه الكائنات تمتلك المقدرة على رؤية الحزم الضوئية فائقة التعقيد لذلك اختار الباحثون هذا الكائن لتطوير كاميرا تحاكي قدرته على النظر.
وقال ستيفن بلير، المسئول الرئيسي عن الإبتكار أن العين البشرية تستقبل ثلاثة ألوان وهم الأزرق والأحمر والأخضر بسبب وجود طبقة واحدة من الخلايا المخروطية في شبكية العين، ولكن قريدس المانتيس يُميز 12 لوناً مختلفاً بسبب وجود خلايا حساسة للضوء بعيونه وبالتالي لدى هذه الكائنات رؤية ثاقبة تتجاوز قدرة العين البشرية.
ونشرت مجلة Science Translational Medicine عن الإبتكار وقالت أن الباحثين قاموا بدمج مجموعة من أشباه الموصلات المتقدمة وفلاتر بصرية خاصة والتي تمكن الأطباء من رؤية الثلاثة ألوان المعتادة على العين البشرية وايضاً رؤية ثلاثة ألوان أخرى من ضوء الأشعة تحت الحمراء التي لا تستطيع العين العادية رؤيتها مما يجعل رؤية الأورام السرطانية التي تتراكم في الأنسجة واضحة للأطباء خلال العمليات الجراحية.
وأكد الباحثون أن كاميرا القريدس الجديدة ستعطي فرصة ناجحة للأطباء لتخليص المريض من جميع الأورام السرطانية المنتشرة بجسده وايضاً تفتح افاقاً مستقبلية لمنع انتشار المرض مرة أخرى.
وتتميز الكاميرا بأنه يمكن تصنيعها بتكلفة غير عالية ليتم طرحها للعمل في جميع المستشفيات حول العالم.