بعد قرارات في عدد من الدول بإيقاف الدراسة بسبب الفيروس التاجي "كورونا"، وأيضَا إغلاق النوادي، ومن المحتمل أن يضطر الأطفال لقضاء أيام وليال في منازلهم مع الآباء، دون أن يحصلوا على الكثير من الاتصال الشخصي مع الأصدقاء، وهو ما سيجعل هذا الوقت في العام أكثر إثارة للقلق.
حتى أن سام كارترايت هاتون، أستاذة علم نفس الأطفال في جامعة ساسكس: "إنها العاصفة المثالية للآباء والأمهات والأطفال".
ولذا قدّمت هاتون لهيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" بعض الطرق للتأقلم مع الحياة بدون دراسة، وهي:
أولًا: روتين متسق
دعت كارترايت هاتون إلى وضع روتين واضح، خاصة للأطفال الأصغر سنًا - مثل ساعتين من العمل المدرسي في الصباح أو وقت محدد للعمل اليدوي في فترة ما بعد الظهر، معللة ذلك أن الأطفال قبل سن المراهقة ينكمشون على أنفسهم بسرعة كبيرة إذا كانوا يقضون الكثير من الوقت بمفردهم.
كما يجب على الآباء اللعب معهم وتشجيعهم على اعتبار الوضع الحالي بأنه "مغامرة" وذلك مع الأطفال الذين يحبون المغامرة، لكن لن ينجح هذا النهج مع الأطفال الأكثر حساسية الذين سيحتاجون إلى مزيد من الاطمئنان.
ولذا أوصت كارترايت هاتون بإبقاء زملاء الدراسة وأعضاء النوادي وفرق كرة القدم والمجموعات الموسيقية على اتصال عبر Skype أو FaceTime أو Zoom أو خدمات التواصل عبر الفيديو الأخرى، وهذا سيسمح لهم بمشاركة تفاصيل يومهم وممارسة الألعاب.
ثانيًا: التعامل مع مخاوف الامتحانات
بالنسبة للطلاب الذين قد تم إلغاء امتحاناتهم فهم لا يعرفون متى أو إذا كانوا سيمضون قدمًا في المستقبل، كما ان المراهقين منهم يتساءلون كيف سيحصلون على مؤهلاتهم.
نصحت كارترايت هاتون الآباء في هذه الحالة بأنهم يجب أن يستمعوا إلى أبنائهم وأن يكونوا متعاطفين معهم للغاية، لكن دعهم يعلمون أنك لا تستطيع حل هذه المشكلة لهم، وإذا كان الوضع كارثيًا بالنسبة لهم، وكانوا قلقين من أنهم لن يذهبوا إلى الجامعة ولن يحصلوا على وظيفة، فصحح لهم ذلك، لأن الأمر ليس كذلك".
ثالثًا: الحد من الكآبة
من المستحيل حماية الجميع باستثناء الأطفال الأصغر سنًا من التعرّض لأخبار الفيروسات التاجية، خاصة مع قيام الآباء بتشغيل أجهزة التلفزيون لمعرفة آخر الأنباء.
لكن اقترحت كارترايت هاتون عدم تعريض الأطفال دون سن العاشرة لأية أخبار على الإطلاق، باستثناء الأشكال المصممة خصيصًا، والتي تستشير الخبراء حول تأثيرها النفسي المحتمل.
وأضافت إن المراهقين مجهزون بشكل أفضل لإصدار الأحكام الخاصة بهم، ولكن لا يجب تركهم في غرفهم لساعات متواصلة من البحث على الإنترنت أو استخدام وسائل التواصل الاجتماعي بدون إشراف.
كما نصحت كارترايت الآباء، بأنه عند الإجابة عن تساؤلات الأطفال بشأن الفيروس التاجي يجب على الآباء أن يقللوا من شأن مخاوفهم ولكن أيضًا يكونوا واقعيين، أي لا تعد بأشياء لا يمكنك التأكد من أنها ليست صحيحة، وإذا كانت هناك معلومات خاطئة حول عدد الوفيات الناجمة عن الفيروس التاجي، فيمكنك مواجهة ذلك".
وقالت أيضًا: كلما ناقشت موضوع الفيروسات التاجية، انتقل بعد ذلك إلى موضوع آخر، حتى لا يقضي الأطفال الكثير من الوقت في التفكير فيه".
رابعًا: كن على استعداد للتغيير
يقول البروفيسور لويد إنه ينبغي على العائلات إجراء "مراجعة" في نهاية كل أسبوع لمناقشة مدى نجاح الترتيبات السابقة.
وأضاف "إذا لم يفلح ذلك، فسوف يكون هناك حاجة إلى تغييره، ويجب أن نشرك الأطفال في المناقشات، ومن سن الثانية تقريبًا سيرغبون في المشاركة".
وأشار لويد أن المناقشات بين الآباء حول مخاوفهم بشأن الفيروسات يمكن أن تنتظر بعد أن ينام الأطفال.
خامسًا: متى تنتهي الأزمة؟
يميل الأطفال إلى التساؤل: "هل انتهى الأمر تقريبًا؟" لكن عند الإجابة بكلمة "غير محدد" فإن شرح هذه الكلمة قد تكون مشكلة.
وشرح لويد: "بالنسبة للأطفال الصغار، فإن هذا مفهوم جديد لهم، لكن يمكنك جعلهم يتخيلون أن الأمر مثل العطلة الصيفية، وأن الأمر قد يكون طويلًا مثلها، ولكن ليس بكثير من المرح".
سادسًا: الاتجاه الإيجابي
إنه أمر محبط للآباء ، حيث يتولون مسئولية التعليم النهاري ورعاية الأطفال، وقالت كارترايت هاتون: "غالبًا ما نتحدث عن التوازن بين العمل والحياة وعدم قدرة الآباء على قضاء وقت كافٍ مع الأطفال، لكن لن تكون هذه مشكلة لكثير من الناس لفترة طويلة الآن، ويجب أن نبحث عن الجانب المشرق في كل هذا".