اشتهرت "فينيس" أو كما يعرفها العالم العربي باسم مدينة البندقية في إيطاليا بأنها واحدة من المناطق المزدحمة على الدوام والممتلئة بالسيّاح بشكل شبه يومي من جميع أنحاء العالم، ولكن الآن اختلف الحال وبدأت تصبح البندقية فارغة وتحولت لمدينة أشباح، والسبب يعرفه الجميع بالتأكيد وهو: الخوف من فيروس كورونا.
في البداية، حدثت الفيضانات، ولاحقًا جاء الفيروس الخطير الذي أرعب العالم، فخلال الأشهر الثلاثة الماضية شهد قطاع السياحة في البندقية انحدارًا وتراجعًا غير مسبوق.
وفي الحقيقة، بدأت القصة عندما ضربت الفيضانات مدينة البندقية في شهر نوفمبر الماضي، وذلك بعد حدوث حالة استثنائية من المد والجزر العالي والتي أدت إلى إلغاء الرحل التي كان من المقرر أن تحمل معها أعداد كبيرة من السياح، وما جعل الأمور أسوء من ذي قبل هو وصول فيروس كورونا المستجد لإيطاليا.
ووفقًا لـ" Associazione Venezia Albergatori"، وهي جمعية لأصحاب الفنادق المحليين، فقد تم إلغاء 50 بالمائة من الحجوزات في البندقية خلال الآونة الأخيرة، وقال فيتوريو بوناسيني رئيس مجلس الإدارة للجمعية التي ذكرناها معبرًا عن الوضع الذي يحدث حاليًا: "الوضع مأساوي حاليًا بالنسبة لقطاع السياحة في إيطاليا".
وقدر السيّد بوناسيني أنه منذ شهر نوفمبر، انحدرت الايرادات في قطاع السياحة بشكل مخيف، فبعد أن كانت تبلغ قيمتها 3 مليارات يورو، فقدت حتى الآن أكثر من 800 مليون يورو، وأضاف السيد بوناسيني أن مع انتشار كورونا، فقدت فنادق البندقية حوالي 70 في المائة من زائريها من جميع أنحاء العالم.
على صعيد آخر، قال ماتيو سيكتشي وهو أحد الموظفين الذين يعملون في فنادق البندقية: "يبدو الأمر وكأنك تشاهد أحد أفلام الزومبي، حيث يوجد عادة في مثل هذه الأحداث رجل واحد يمشي في مدينة فارغة تمامًا".
وأضاف الموظف نفسه أن العديد من السيّاح قد قاموا بإلغاء كافة الحجوزات حتى شهر أبريل، وتابع أنه في حال استمر هذه الوضع لعدة شهور، من المحتمل أن تزيد نسبة العاطلين عن العمل بشكل لن يتخيله أحد.
والجدير بالذكر، أنه حتى يوم الخميس الماضي، تم تأكيد وجود 650 حالة إصابة بفيروس كورونا في إيطاليا، وذلك بحسب وزارة الصحة، وغالبية الحالات تقع في لومباردي، حيث تم عزل 11 قرية وبلدة صغيرة بالكامل، وفرضت العاصمة ميلانو إغلاقًا تامًا، مع إغلاق المدارس والصالات الرياضية والمكاتب العامة.
ولكن في الواقع، الأمر الذي يميّز مدينة البندقية عن روما وميلانو، هو أن المدينة لا يوجد بها أي مصدر دخل آخر سوى السياحة، وهذا يطرح العديد من التساؤلات مرونة النظام الاقتصادي لديها وكم من الوقت سيصمد في ظل الظروف الراهنة؟