بدءا من المنحدرات الصخرية المتهاوية في بحر أزرق متلألئ مرورًا بالمنازل الحجرية المطلية باللونين الأبيض والأزرق مع نقوش الفلورسنت الزهرية من نبات الجهنمية، تحولت اليونان الى وجهة سياحية بارزة أمام السائح العربي وبخاصة الخليجي.
وتندرج الجزر اليونانية على أنها من أكثر الأماكن روعة على هذا الكوكب وأكثرها جاذبية لما تتمتع به من جمال صارخ وطبيعة خلابة مع الشواطئ الرائعة، والهندسة المعمارية العتيقة والآثار التي يمتد تاريخها إلى 4 آلاف سنة، إضافة إلى الطعام الشهي والأسعار الرخيصة جدا مقارنة بباقي البلدان الأوروبية.
كما تعد جزيرة سانتوريني المثالية للصور، بمنحدراتها الصخرية وانتشار المباني ذات القباب الزرقاء، وهي المكان المفضل لمن يقضون شهر العسل، بينما توفر جزر ناكسوس وباروس المجاورة مثالية للعيش بهدوء بعيدًا عن صخب المدينة.
أما أثينا فهي وجهة مطلقة لعشاق التاريخ، مع التوقف في قلعة الأكروبوليس التي تُعدّ إحدى أشهر معالم اليونان قاطبة. وفي شمال البلاد، يجب رؤية أحجار متراصة شاهقة الارتفاع وميتيورا التي نعد أحد أكبر وأهم تجمعات الأديرة في اليونان وتأتي بالأهمية بعد جبل آثوس.
ثم هناك مدينة ثيسالونيكي الحديثة وملاذ الحفلات في ميكونوس والجزر الـ 200 المتبقية المنتشرة في جميع أنحاء بحر إيجة والبحر الأيوني لاستكشافها. لا يمكن المبالغة في التنوع الطبيعي هناك.
وعلى الرغم من أن اليونان هي وجهة مفضلة للمسافرين ومن يقضون شهر العسل، إلا أنها أصبحت وجهة مفضلة لدى المسافرين العرب على وجه الخصوص في السنوات الأخيرة.
في حين أن البيانات من Marketing Greece لا تسجل بيانات من العالم العربي ككل، فإن لديهم فكرة عن عدد المسافرين القادمين من الإمارات العربية المتحدة، أكبر مركز للسفر في المنطقة.
ويظهر أنه في عام 2016 كان هناك 182،383 زائرًا لليونان من الإمارات العربية المتحدة، مع زيادات مطردة على أساس سنوي حتى عام 2018، حيث استقبلت الدولة 235،332 مسافرًا من الإمارات العربية المتحدة. وانخفض ذلك إلى 210730 في عام 2019. ولم يتم جمع البيانات في عام 2020 بسبب الوباء.
فلماذا ينجذب السياح العرب إلى اليونان؟
قالت "إيوانا دريتا"، الرئيس التنفيذي للتسويق في اليونان: "لا يمكننا إلا أن نفترض أن أوجه التشابه بين الطعام والثقافة وسهولة الرحلات الجوية هي من بين الأسباب"، مضيفةً أن "نمط الحياة، فضلاً عن حقيقة أن اليونان وجهة أعمال جذابة للعالم العربي" مع الاستثمارات المباشرة وغير المباشرة في القطاعات الاقتصادية اليونانية فقد كانت عوامل أخرى".
كما أن خيارات الطيران الواسعة تجعلها بالتأكيد وجهة سهلة للزيارة، من الرياض والإمارات والاتحاد للطيران إلى أثينا مع التوقف في دبي أو أبو ظبي، وتستغرق الرحلة خمس ساعات على طيران الإمارات أو الاتحاد.
كما أن الأكل اليوناني وثقافة لا تختلف كثيرًا عن ما نجده في الشرق الأوسط، فالمطبخ اليوناني متجذر في العديد من الأشياء المفضلة لدى دول البحر الأبيض المتوسط: القمح وزيت الزيتون والفواكه والخضروات الطازجة والوجبات الدسمة المكونة من الحبوب والأسماك الطازجة واللحوم.
في أي مطعم يوناني، ستجد الكثير من السلطات الطازجة وخبز البيتا في القائمة بالإضافة إلى سوفلاكي والمسقعة ويخنات وأسماك متنوعة.
كما أن الإغريق شعب ترحاب وكريم بشكل لا يصدق، ويسعدهم جدًا دعوة شخص غريب لتناول الطعام.