أفادت دراسة جديدة أن الحنين يعد أداة عاطفة لها خصائص علاجية قوية؛ إذ يبدو أنه يوفر راحة عميقة الجذور، ويمثل قوة خفية مفيدة بشكل خاص في أوقات عدم اليقين.
فقد توصلت الدراسة التي أجرتها the7Stars""، أكبر وكالة إعلامية مستقلة في المملكة المتحدة، إلى أن الحنين إلى الماضي يلعب دورًا رئيسيًا في مساعدة الناس على التأقلم مع فترة الإغلاق الحالية بسبب الفيروس التاجي "كورونا".
إذ وجد الاستطلاع الذي أجري على 2000 بريطانيًا أن الحنين إلى الماضي يستخدم لتوليد مشاعر السعادة بنسبة 44 ٪، والراحة بنسبة 41 ٪، والامتنان بنسبة 32 ٪، والاسترخاء بنسبة 31 ٪ - أي جميع الحالات المهدئة التي تعزز الرفاهية والصحة النفسية الإيجابية.
وكان ذلك البحث امتدادًا لدراسة منفصلة أجرتها الوكالة على قوة الحنين العام الماضي، وتظهر المقارنة بين الفترتين أن مؤشرات الحنين قد اتسعت تحت فترة الإغلاق، ربما لأن لدينا حاجة ملحة للراحة.
تقول هيلين روز ، رئيسة قسم التحليلات بالوكالة: "عندما أجرينا بحثنا العام الماضي، وجدنا أن الموسيقى كانت حافزًا رئيسيًا للحنين إلى بريطانيا، حيث يستدعي واحد من كل خمسة فنانًا أو فرقة عند النظر إلى الوراء بعد عقد من الزمن".
وفي أحدث الأبحاث، تصدر الخبز قائمة محفزات الحنين للأشخاص الذين يعيشون تحت فترة الإغلاق، حيث ذكر البحث أن 43 ٪ منهم قالوا أنه جعلهم يشعرون بشغف للماضي، ويأتي الاستماع إلى الموسيقى القديمة بنسبة 41٪ بعد ذلك في القائمة، يليه مشاهدة البرامج التلفزيونية القديمة 37٪ أو مشاهدة الصور القديمة 33٪.
لماذا يتحول الناس إلى الحنين إلى الماضي؟
يساعد توجيه الحنين إلى تلبية الحاجة إلى الهروب، فضلاً عن توفير الإغاثة الخفيفة وسط هجمة مستمرة من الأخبار السلبية.
والأهم من ذلك، أن الحنين إلى الماضي يجعلنا نشعر بالعزيمة من خلال العودة إلى ما نعرفه ونشعر بالود تجاهه، ويقول الدكتور تيم ويلدشوت، أستاذ علم النفس الاجتماعي والشخصي في جامعة ساوثهامبتون:" إن هذا التأثير فعال بشكل خاص في وقت يكون فيه المستقبل غير مؤكد".
وشرح وايلدشوت: "إن الحنين يعوض عن الحالات غير المريحة، على سبيل المثال، الأشخاص الذين لديهم مشاعر عديمة المعنى أو انقطاع بين الماضي والحاضر".
ووافقه الطبيب النفسي نيل بورتون حيث قال إن الحنين إلى الماضي يمكن أن يكون وسيلة قوية للسفر خارج حدود الواقع.
وأضاف "إن الحنين إلى الماضي يمكن أن يقرضنا سياقًا ومنظورًا واتجاهًا تشتد الحاجة إليهما ، لتذكيرنا وتطمئننا أن حياتنا وحياة الآخرين ليست عادية كما قد تبدو، وأنها متجذرة في السرد، وأنه كانت هناك وستكون مرة أخرى لحظات وتجارب ذات معنى".
يعد تأثير الحنين في الشعور الجيد قوي للغاية، فقد وجدت إحدى دراسات عام 2012 أن العاطفة ساعدت الناس على الشعور بالدفء الجسدي في الأيام الباردة أو في الغرف الباردة.
ويتم تشويه تأثير الحنين أحيانًا بأنه يجعلنا نتخيل الماضي من خلال نظارات ملونة بالورود؛ ومع ذلك، يمكن أن يكون مفيدًا جدًا في أوقات الأزمات.
وأوضحت روز: "لقد عزز الإغلاق هذه المشاعر بالحنين إلى الماضي، مما جعلنا ننظر إلى الماضي بدلاً من التركيز على المستقبل في وقت يكون فيه المستقبل غير مؤكد".
وقد ذكر موقع ""Stylist 6 طرق للشعور بالسعادة عبر الحنين إلى الماضي، وهي:
اصنع شريطًا مختلطًا لمطرب تحبه
ربما يكون مشغل الكاسيت القديم الخاص بك قد غطاه الغبار ولكن لا يزال بإمكانك فعل هذه العادة عن طريق قائمة تشغيل مخصصة على قرص مضغوط، ومن المهم أن تفكر مليا بشكل جاد بشأن الاختيار الدقيق للأغاني التي تناسبك، وعمل قائمة تشغيل مكتوبة بخط اليد.
مشاهدة فيلم من التسعينات
كانت التسعينيات حقبة ذهبية لصناعة الأفلام، مليئة بالدراما والحركة والكوميديا المهووسة. لذا استمتع برحلة في الذاكرة لمشاهدة الأفلام الأساسية من التسعينيات، كما يمكنك ارتداء زوج قديم من البنطلون القتالي مقترنًا بقمصان ضيقة وقلادة، كما يمكنك سماع موسيقى التسعينيات في أيام متفرقة.
ضع ألبوم صور
قبل وقت طويل من دخول Instagram إلى حياتنا اليومية، كان الأشخاص الناس يحملون العديد من ألبومات الصور المكدسة بدقة على طاولة القهوة.
والآن هي فرصتك لتنظيم مجموعة الصور الخاصة بك، لذا ابدأ بصور طفولتك المبكرة، وقم بتجميع الصور من عائلتك أو أصدقائك أو طباعتها من القنوات الاجتماعية.
فالفعل الجسدي الذي ستمر به خلال اللقطات القديمة مهدئ للغاية، وستتأكد من اكتشاف بعض الأشياء المنسية في الطريق.
البحث عن وطهي وصفات الأسرة
كل عائلة لديها مجموعة من الوصفات التي تتحدث عن كثب من هم والذكريات العزيزة عليهم، لذا قم بالقليل من البحث للعثور على ما تبحث عنه، وقم بجمعهم جميعًا معًا وكتابتهم ثم قم بطهيهم، لتجلب تلك الذكريات إلى الحياة مرة أخرى.
العودة لقصص الطفولة المفضلة
لا يوجد شيء يضاهي الهدوء الذي قد تحصل عليه من كتب الطفولة المفضلة لديك لإعادتك إلى مكان يشعرك بالأمان والود.
تخلّص من الفوضى
بصرف النظر تمامًا عن الفوائد العاطفية الأخرى لامتلاك مساحة أكبر في منزلك، إلا أن قيامك بترتيب الفوضى في منزلك ستجعل حنينك يتدفق مثل أي شيء آخر، فقد تتعثرين في فستان قمتِ بارتدائه أثناء ذهابك ارتدته إلى حفلة خلال التسعينات، أو كومة من الرسائل من العام الماضي أو مذكرات المراهقين التي امتلكتها في سن 15 عامًا.