رحاب ضاهر - بيروت
لم تتبنى يوما المغنيات العربيات مشاكل المراة في اعمالهن الغنائية، ولم يظهرن يوما اهتماما بقضايا العنف الاسري، لكن مؤخرا بات يلاحظ تأثر بعض المغنيات بأسلوب المذيعة المصرية رضوى الشربيني، التي حققت شهرة منذ ثلاث سنوات بعد انتشار مقاطع فيديو لها تحرض النساء في برنامجها التلفزيوني على التمرد على الرجل و الزوج الخائن وعدم التوقف عند الماضي بأسلوب " شعبي" اقرب الى الردح ، فبدأت تظهر اغاني يمكن وصفها بأغاني" الخيبات العاطفية " التي عصفت بحياة عدد من المغنيات، وعلى رأسهن الفنانة شيرين عبد الوهاب التي منذ ثلاث سنوات اثارت الجدل والسخط، عندما قبلت يد زوجها في ذلك الوقت حسام حبيب على المسرح في اشارة الى الخضوع له وتكريس لصورة " سيد السيد".
لكن شيرين وبعد انفصالها عنه اصدرت اغنية" القماص" والتي لا يحتاج اثنان للتأكيد انها بها تقصد حسام حبيب، الذي كان سابقا " حبه جنة" وتحول بعد الطلاق الى " القماص اللي نافخ نفسه على ما فيش".
اما الفنانة اصالة التي طوت صفحة الماضي مع زوجها السابق طارق العريان، لكنها لم تتجاوز تماما اثار الخيانة، وهي التي لطالما تغنت بحبه واخلاصه، فأصدرت اغنية" غلبان " كرسالة مبطنة ل"العريان "، ولم تخرج كلمات الاغنية عن ثرثرات نساء " باب الحارة " التي يرددنها على مسامع المرأة التي غدر بها زوجها، وانه لن يجد " مثل ظفرها"، و"كليشهات " سطحية بانه خسر الكثير والكثير عندما خانها وخسرها.
امال ماهر هي الاخرى قررت تصفية خلافاتها الزوجية، وما عانته في السنوات الاخيرة مع زوجها السابق عبر أغنية " ذرة رجولة " التي قدمت مقطعا منها خلال حفلها في الساحل الشمالي ولم تكن الاغنية سوى وصلة " ردح زوجي ".
اما نوال الزغبي في اغنيتها " حفلة"، فقد ارادت ان تشجع النساء المعنفات والمعرضات للخيانة على الاحتفال والرقص، لأن الشريك سواء كان الزوج او الحبيب قد انفصل عنها، وقدمت اسوء صورة لتسطيح قضايا العنف الزوجي والخيانة، حيث يظهر في بداية الاغنية نساء يتحدثن عن تعرضهن للضرب والخيانة، فتطل عليهن نوال الزغبي مطالبة باقامة حفلة وانتظار رجل اخر يحل محل الاول، وكأن محور حياة المرأة السهر والرقص والاحتفال والبحث عن رجل اخر خاصة اذا كانت معنفة.
اصدار هؤلاء المغنيات اغاني ما بعد الانفصال، ليست سوى محاولة تقليد فاشلة للفنانة سميرة سعيد رائدة التجديد، والتي اصدرت " عام 2015 ألبوم " عايزة اعيش" و شكل نقلة نوعية سواء على صعيد الكلمات او الالحان، حيث قدمت صورة المرأة" الروشة" " لتي تتخطى ازماتها العاطفية بواقعية، وتعيش حياتها ببساطة وانشراح دون التباكي على الماضي، على عكس شيرين واصالة وامال ونوال الزغبي اللواتي سقطن في فخ " الردح الزوجي" مستلهمات من نصائح رضوى الشربيني كلمات لاغنياتهم لتصبح لوقت قصير " ترند " على " تيك توك" وبعدها تصبح طي النسيان .