تناولت الحلقة السادسة والعشرون من مسلسل "لعبة نيوتن" قضية "الاغتصاب الزوجي"، والتي يجبر بها الزوج زوجته على إقامة علاقة حميمية بالإكراه وخارجًا عن إيراداتها باعتبارها حقًا من حقوقه الشرعية.
جاء في المشهد الذي عرضه مسلسل "لعبة نيوتن" "مؤنس"، الذي يؤدي دوره الفنان المصري محمد فراج، يحاول إجبار زوجته "هنا"، التي تؤدي دورها النجمة المصرية منى زكي، على ممارسة العلاقة الزوجية معه بالإكراه دون أن تكون متجهزةً نفسيًا أو جسديًا.
ورغم رفضها المستمر لإقامة علاقة وصراخها، إلَّا أن "مؤنس" يستمر في فرض سيطرته ويعاملها بقسوة حتى أنه ضربها بيده على وجهها، إلَّا أن "هنا" تتمكن من الهرب والعودة إلى طليقها "حازم"، الذي يؤدي دوره الفنان "محمد ممدوح".
وقد أثار هذا المشهد قضية مهمة ألَّا وهي قضية "الاغتصاب الزوجي"، التي تغفل العديد من النساء عنها معتقدةً أن للرجل الحق في إقامة علاقة معها في أي وقت يريده.
وهنا لا بد أن نُعَرِّف متى يقع الاغتصاب الزوجي، وهو بحالة تحوُّل العلاقة الحميمية من علاقة حب ورومانسية إلى علاقة قاسية وبالإجبار قد تسبب أزمة نفسية وجسدية للمرأة.
حكم إجبار الزوجة على ممارسة العلاقة
أكَّد الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الشريعة الإسلامية والفقه المقارن بجامعة الأزهر، أن إجبار الزوجة على إقامة العلاقة الزوجية ممنوع قولًا واحدًا، معلِّلًا أن العلاقة التي أحلها الله سبحانه وتعالى أساسها المحبة والتفاهم والاقتناع والرضا.
ويوضح أحمد كريمة أن المرأة مرفةض إقامتها العلاقة في الحيض أو النفاس، كما من حقها الامتناع في حال كانت تعاني مرضًا نفسيا أو عضويا، فلا ضرر ولا ضرار.
وحتى في حال امتناع الزوجة عن زوجها بغير عذر، يؤكد كريمة أن الزوج عليه أن يعذرها فإن لم يكن لها أعذار عضوية فقد يكون لها أعذار نفسية ولا يجوز له أن يجبرها على العلاقة الزوجية.
وهنا نعرض أشكال تحول العلاقة الحميمية إلى اغتصاب زوجي:
1. مصاحبة العلاقة الحميمية باعتداء جسدي
يلجأ بعد الرجال للضرب والعنف حينما ترفض زوجته إقامة العلاقة، وقد يستمر ذلك أثناء ممارسة العلاقة كنوع من إيذائها وعقابها وقمعها كنتيجة لرفضها وخروجها عن أمره.
2. الإجبار
من حق المرأة رفض إقامة العلاقة الجنسية مع زوجها الذي لا بد أن يحترم رغبتها، لكن في حال تكرر الموضوع لا بد أن يتناقش الزوجان ويديران حوارًا لمعرفة الأسباب الكامنة لذلك وكيفية حل المشكلة.
لا بد للرجل احترام عدم رغبة زوجته في إقامة علاقة حميمية معه وخاصة حينما تشعر بالإرهاق والتعب، وليست في مزاج جيد لذلك، أو شعورها ببعض الآلام الجسدية أو النفسية كذلك.
وقد يندرج إصرار الرجل وإجباره زوجته على ممارسة العلاقة وإن لم يعتدي عليها جسديًا، تحت إطار الاغتصاب الزوجي.
3. القيام بأفعال جنسية شاذة دون رغبتها
لكلٍ ميوله ورغباته الجنسية الخاصة في العلاقة الحميمية، وفي حال كان الزوجين موافقان على ذلك، فهنا لا يوجد خلل في العلاقة، لكن إذا أجبر الرجل زوجته على ممارسة أفعال جنسية شاذة دون إرادتها ورفضت ذلك، وغم ذلك أجبرها فإن ذلك يعتبر اغتصابًا زوجيًا، فهو يعرض المرأة لأذى نفسي وجسدي.