رحاب ضاهر – بيروت
لم تهدأ الضجة، حول مشاركة المغنية اللبنانية ميريام فارس إلى جوار نيكي ميناج ومالوما، في الأغنية الرسمية الخاصة بمونديال قطر 2022 "توكو تاكا"، فالحدث من أبرز الأحداث العالمية التي يتابعها الملايين حول العالم.
لذلك جمح خيال كثير من المعجبين أو "الفانز" للقول إن ميريام فارس قدمت إنجازًا "كونيا"، واخترقت العالمية "في عقر دارها" بمفهومها المطاطي، فمثلًا المغني الشعبي السوري عمر سليمان، غنى مؤخرًا في حفل دار الأزياء الفرنسية "بالنسياغا"، في أسبوع الموضة بباريس>
ويشارك دائمًا في مهرجانات "عالمية في ألمانيا" ودول أوروبية، يمكن أن يُطلق على ذلك إنجازًا "عالميا"، بالمفهوم "الشعبي" لدى الناس، وهذا ما ينطبق على ميريام التي بالأساس مغنية أعراس، وجاءتها فرصة ذهبية للمشاركة في أغنية رسمية، لحدث عالمي يقام لأول مرة في دولة عربية>
لكن وبدلًا من أن تجتهد ميريام فارس لتبهر العالم بمشاركتها هذه، جاءت المشاركة هزيلة، إذ بلغت ثقتها بنفسها حد أنها كتبت ولحنت المقطع الخاص بها بنفسها، فظهرت كراقصة شعبية، تقدم زفة في أحد الأعراس الخليجية التي تحييها، عبر استعراضات مستهلكة، وكلمات ركيكة بعيدة كل البعد عن الإبهار، عدا صوتها المرتجف والمتعب، وافتقار الأغنية إلى توزيع يبهر المستمع.
ورغم أن الهدف من هذه المشاركة إظهار الروح الخليجية، إلا أن الإيقاعات المستخدمة إيقاعات مغاربية، بعيدة كل البعد عن الإيقاع الخليجي، إضافة إلى غياب طابع الزي الخليجي عن بدلة الرقص التي ارتدتها، أما الرقصة التي تؤديها، فهي تقليد لرقصة شاكيرا والتي هي بالأصل رقصة إفريقية، هذا ما يطرح كثير من علامات الاستفهام حول البصمة العربية أو الخليجية في الأغنية، التي بدت فيها المغنية اللبنانية تتعثر وهي تقلد المغنية الكولومبية أو كما ذكر كثير من مستخدمي موقع التواصل الاجتماعي، " شاكيرا النسخة الصينية".
هذا الاستعراض المستهلك، أو إذا شئنا القول "الهز" الذي قدمته ميريام فارس، جعل البعض يشطح بخياله، قائلًا إنها رفعت رأس لبنان عاليًا، وأن على كل لبناني أن يفتخر بميريام فارس، لأنها وصلت للعالمية، وأنها تصدرت "الاي تونز"، ونسب "فانزها" هذا التصدر لها، متناسين أن الحدث العالمي هو الذي فرض نفسه، وأن الأغنية ليست لها وحدها، بل شاركتها بها نيكي ميناج ومالوما، وأمر طبيعي أن تتصدر الأغنية "الاي تونز" كونها تتعلق باللعبة الأكثر شعبية حول العالم، وليس ترند لتحدي رقص لميريام فارس على "تيك توك".
